انزعاج طهران من عمان وبغداد .. وملف التشّيع وهم
بقلم: راشد العساف
النشرة الدولية –
في التعليق على تحالف الشام الجديد بين الاردن و العراق و مصر، ارى ان الاردن بدأ بمناورة سياسية ممتازة مع بناء هذا التحالف، وبطبيعة الحال لا يعني ان هذا التحالف خلق حالة عداء مع دول اخرى، بالعكس فهو يهدف الى بناء توازنات تخدم مصلحة الاردن، وهذا حق لا يمكن لاحد ان يعارضنا عليه، فحالنا حال اي دولة في المنطقة تبني تحالفها على اساسه.
عمليا وعلى الارض، فأن هذا التحالف ازعج ايران نفسها، التي لا ترغب بعودة العراق الى محيطه العربي ومن جانبها الشرقي، واضعاف الدور التي تلعبه ايران وتركيا افقيا وعاموديا هناك، وما يزعج ايران اكثر هو الاتفاق على تصدير الكهرباء للعراق من الاردن ومصر، وهذا يعني خسارة ايران جراء هذا الاتفاق، مقابل منح الاردن ومصر النفط مقابل 16 دولار للبرميل.
يحق للعراق ان ينوع مصادر طاقته التي يفتقدها، حتى لا يبقى رهن #طهران و #انقرة، وكما ان للاردن ايضا هذا الحق في بناء تحالفات اقتصادية وسياسية جديدة، تتناسب مع المتغيرات السياسية المتسارعة على الساحة العربية والدولية، وهذا ما تفعله القاهرة اليوم.
المتابع لمنصات التواصل الاجتماعي، حول زيارة جلالة الملك الى المزار الجنوبي ومن ثم التوجه في اليوم التالي الى العراق، يرى ان هناك شطط واسع دائر بين النخب السياسية والعامة ايضا، ويرون ان الاردن فتح يديه للمد #الشيعي_الايراني، وهذا لا يتوافق وفق ما ذكرته في الاعلى، وامسى كلا منهم يروي مواقفه مع الايرانيين وفريق اخر بدأ برواية الاساطير المنقولة عن جوجل، بهدف خدمة المشروع التركي سواء عن قصد او دون قصد.
التواجد الشيعي في الاردن موجود منذ 1890 وفقا للكاتب محمد ابو رمان المتخصص بالحركات الاسلامية، ونستطيع النظر من حولنا لنجد ان نسبة كبيرة من الاخوة العراقيين في الاردن من الشيعة، ونعيش معهم ونمارس حياتنا سويا بكل ود، ولم نشهد اي حوادث تشّيع، كما يروج لها البعض .
بالعودة الى التخوف “الالكتروني” من التشّيع الايراني في الاردن، وبحسب رأي الصديق موفق الحجاج، فأنه لا يخفى على احد اجندة ايران التوسيعية، وان نشر التشّيع هو اخر اولوياتها، فالمشروع السياسي مخفي خلف وجهها الديني، لذا التخوف من هذا الملف غير منطقي.
ستواجه #عمان هجمات تشكيكية واخرى تشكل ضغطا على اقتصادنا، تقودها قوى اقليمية بمساعدة مرتزقة من الداخل، بهدف اخضاع البلاد وارغامه حتى يكون ضعيفا ولا تقوم له قائمة وهذا حال #بغداد و #القاهرة، ولكن الواقع اليوم مختلف، فنحن خدام الاردن ومشروعه الوطني العائد.