ظاهرة.. للنقاش
بقلم: د. نرمين يوسف الحوطي

النشرة الدولية –

(يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) «سورة الحجرات: آية 11»

منذ فجر التحرير26/2/1991 ونحن نعيش تلك الظاهرة «الألقاب»! نعم.. أصبحت الأغلبية بعد التحرير من الغزو الغاشم عندما تريد مخاطبتهم أو الحديث معهم مباشرة لابد عليك أن تناديه بمسمي «سعادة.. معاليكم.. دكتور.. أستاذ»، وغيرها من مسميات ناهيكم عن التضارب والتصارع على نيل درجة الدكتوراه التي مع الأيام اكتشفنا أن العديد منها كانت مزورة ومازال الموضوع تحت البحث والتدقيق! المراد.. قضيتنا ليست تزوير الشهادات ولا الكراسي بل إضاءتنا اليوم هي «الألقاب» وتفاقم تلك الظاهرة إلى أن أصبحت قضية وليست بظاهرة! أصبحت الأغلبية عندما تريد مخاطبتهم ومحادثتهم وجب عليك بأن تناديه بمسمى مع العلم قد تكون المخاطبة غير رسمية أو المحادثة ودية.. الله المستعان من مثل تلك النوعية من البشر وتلك العقول الناقصة.

عندما كنت صغيرة كان والدي يغرس فيني أن المسمى لا يعني شيئا وأنني أنا من أقوم بصنع ذلك المسمى وليس المسمى أو الكرسي هو من يصنعني بل نحن من نصنعه هذا ما تعلمته من والدي وأعمامي وأجدادي.. وعندما أكملت دراستي واختلطت بأساتذة صنعوا التاريخ الأدبي والثقافي والعلمي ومن أهمهم الأديب نجيب محفوظ عندما حالفني الحظ بمقابلته والحديث معه غرس فيني وأيضا أساتذتي بأن من تواضع اكتسب احترام مجتمعه.. ومن ابتعد عن الألقاب أصبح اسمه هو لقبه.. تلك هي قيمنا وتلك هي عقيدتنا وهذي هي تربيتنا.. إيماننا وأفعالنا وعملنا هي أسماؤنا وليس اللقب هو اسم الإنسان.

٭ مسك الختام: رسالة للعديد ممن يتصارعون على الألقاب وعلى الكراسي.. عندما نبعث ويأتي يوم الحساب ونقف أمام الله عز وجل.. سنقدم للعزيز الجبار بأسمائنا وأعمالنا وليس بألقابنا.. «فذكر إن نفعت الذكرى».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى