لماذا يهاجر شبابنا؟
بقلم: د. فاطمة العازمي
النشرة الدولية –
لعل هناك أسبابا عديدة تدفع بالشباب لذلك، أهمها انعدام الأمن وضيق آفاق المستقبل وتردي الأوضاع الاقتصادية، فيهاجرون سعيا لكسب لقمة العيش والتمتع بالاستقرار والأمن، ولكن في بلد مستقر يسوده الأمن والأمان، لماذا يفكر شبابنا في الهجرة؟ ولماذا هاجر المتميزون منهم من أطباء ومهندسين وأعضاء هيئة تدريس منذ سنوات وتزايدت هجرتهم في الآونة الأخيرة؟ على الرغم من حصولهم على أعلى الشهادات وعودتهم للعمل في بلدهم والمساهمة في نهضته وتنميته كل في مجال تخصصه يملؤهم التفاؤل والحماس لبناء الوطن والمشاركة في صنع القرار، ثم يتعرضون لتجارب سلبية وسيئة أهمها غياب التقدير المادي والمعنوي أو عدم إنصافهم في عملهم وتعطيل ترقياتهم فيتملكهم الشعور بالحزن ويبدأون بالتذمر ويصيبهم الإحباط، فيبدأون برحلة البحث عن بلد آخر سواء كان إقليميا بدول الخليج العربية أو عالميا كأميركا وكندا وبريطانيا وفرنسا، خاصة أن هذه الدول تستقبل هذا الشباب الطموح المتميز والكفاءات المؤهلة في مجالات شتى، فتقدم لهم العروض السخية وتسهل لهم ولأسرهم سبل العيش من إقامة وتعليم مجاني ورعاية صحية.
كما أن هناك الآلاف من المستثمرين الشباب الذين نقلوا استثماراتهم إلى دول الجوار، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يقارب 3500 شركة و5000 مستثمر كويتي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
هؤلاء الشباب هم ثروة الوطن واستثماره الحقيقي وشريحة لا يستهان بها من موارده البشرية التي صرفت عليها الكثير، وفي حال هجرتهم سيصعب عليها إيجاد بدائل مؤهلة بشكل جيد لسد فراغهم.
اختار العديد من الشباب الكويتي الهجرة والعمل في بلدان أخرى ما حرم البلد من مساهماتهم القيمة لبناء التنمية وللابتكار والتطوير.
غابوا لغياب التقدير المادي والمعنوي في بلد العطاء وافتقدوا فرصتهم في تقلد المناصب القيادية والمشاركة في رسم القرار لوطنهم.
كم من كفاءات كويتية حصلت على براءات اختراع واحتضنها الغير؟ وكم من أطباء أكفاء نحن بأمس الحاجة إليهم وخاصة في ظل هذه الأزمة الصحية العالمية يعملون في بلدان أخرى؟
أين دور وزارة الصحة؟ وما الذي فعلته للحد من هجرتهم لبلدان أخرى أو للقطاع الأهلي؟ وأين معهد الكويت للاختصاصات الطبية من هذه المشكلة؟
إن سوء إدارة الدولة أدت لهجرة هذه العقول الشابة، فالحكومات المتعاقبة منذ 2007 حتى الآن ساهمت في هذه المشكلة وتتحمل عواقبها.
أما آن الأوان للحكومة وأعضاء مجلس الأمة لبحث هذه المشكلة بكل جدية والنظر لها باهتمام بالغ وإيجاد الحلول السريعة لها حتى لا تتحول إلى ظاهرة كبيرة يعاني منها المجتمع الكويتي الصغير؟