هل يحتاج لبنان الى صدمة؟
بقلم: الاعلامية أماني عبد الحميد نشابة

النشرة الدولية –

العلاج بالصدمة (أو الجرح النفسي) يشير علم النفس إلى حدوث ضرر أو أذى في العقل بسبب حالة من الكرب والتوتر الشديدين.

فالحوادث المؤلمة قد تكون على سبيل المثال الكوارث الطبيعية أو الاختطاف أو حوادث اخرى مع جراحة جدية وخطيرة.

ويمكن لهذه الأحداث ان تؤدي عند الأشخاص إلى ظهور حالات الشد والتوتر العنيفة أو مشاعر العجز أو الرعب والخوف، لكن عديد الصدمات يكون لها الأثر الإيجابي في بعض الأحيان.

لكن عندنا في لبنان بشكل عام ومنذ سنوات  طويلة، كثيرة جدا الصدمات التي تلقيناها، من حوادث وكوارث طبيعية وغير طبيعية، ومن حالات الشد والتوتر المرفقة بالعنف في كثير من الأحيان، ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت الذي اوقع الكثير من الخسائر، لا زلنا نراوح مكاننا ولم ننسى الكارثة.

و بعد أن أعلن سعد الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة جديدة في لبنان، بعد تسعة أشهر من تكليفه، في خطوة من شأنها أن تعمّق معاناة البلاد الغارقة في أسوأ أزماتها الاقتصادية، التي وصلت الى الدواء والغذاء مقرونة بارتفاع الدولار لمستويات قياسية، لم نبارح الصدمات المتتالية.

وترتفع حدة الأزمات المالية والاقتصادية، مخلفة انعكاسات على جميع نواحي الحياة خاصة على ذوي الدخل المحدود والاحتياجات الخاصة.

فيما يكافح البعض لتأمين قوت يومهم ورعاية أبنائهم المرضى مع غياب أي دعم حكومي لهذه الفئة.

ومع العجز الكبير في موازنة الوطن، ناهيك عن سياسة العقوبات، وتدهور العملة الوطنية اكثر واكثر مقابل العملات الأجنبية الأخرى، الأمر الذي سحق الطبقة الوسطى، التي لم يعد لها ذكر، واصبحت “معدومة” نهائياً، ويمكن ان يتطور الوضع الى الأسوأ ويقضي على العديد  من المؤسسات، والسبب ان المواد الاستهلاكية في لبنان يتم استيرادها بالعملة الأجنبية، وليس بالليرة الضعيفة المتهالكة.

الآزمات المتلاحقة والصدمات المعيشية وصلت إلى ذروتها على دخل المواطن اللبناني العادي  الذي بات لا يصل الى 40 دولار بالشهر، بعد ان كان الحد الادنى سابقا 450 دولارا، وهو ما ينعكس على الوضع الاقتصادي والمالي.

الجوع ضرب وبقوة هذه المرة مع مخلفات التعنت السياسي في الماضي والمستمر حتى يومنا هذا، نعم الجوع يضرب حتى الشعب اللبناني المتوسط الدخل… والذي لم يعد يهمه سياسية الآخرين، بل العيش الكريم في وطن ما زلنا نحبه جميعا ويسكن في وجداننا كما تعلمنا من أهالينا وكما سنعلمه لاولادنا من بعدنا إن كان في العمر بقية.

(لذلك لبنان يحتاج إلى صدمة كهربائية لإنعاش قلبه ولكن اين الكهرباء لإنعاش قلب لبنان الكبير فهل سيبقى ذلك مستحيلاً).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى