في رحيل الفارس الأسمر “ياسر المصري”
النشرة الدولية –
د. خلود الصالح –
حين رحل صقر الشاشة العربية الفنان الفلسطيني “محمود سعيد” تاركاً وراءه أعماله وانجازاته الدرامية التلفزيونية منها والسينمائية والتي مثلت الواقع العربي البدوي في سماء الوطن العربي، لم نكن نتصور بأن التاريخ الفني سيعيد أمجاده يوماً ليبرز على الساحة الفنية دماءً جديدة فجرت طاقاتها من خلال أعمالها الميلودرامية الحقة.
ولعلنا في هذا السياق نذكر ذلك الفارس الأسم، عربي الأصل، أردني المنشأ “ياسر المصري” رحمه الله الذي رحل عن دنياه مبكراً ليرقد جثمانه الطاهر في مقبرة الهاشمية بمحافظة الزرقاء في المملكة الاردنية الهاشمية.
لقد تقمص ياسر المصري شخصية رائدة من المجتمع الأردني بإتقانٍ وحرفية مميزة عرفت بأبو عقاب “نمر بن العدوان”.
ففي مشاهد المسلسل، أثار”المصري” انتباه المتابعين لدوره في زعامته لقبيلة بني العدوان كما أسرهم بنبل أخلاق ” نمر” وكرمه وسجاياه.
من جانبٍ آخر، أكدت أحداث هذه الملحمة البدوية على موهبة الفنان المبدع في إتقان دور الفارس الرومنسي الذي لم يجد أفضل من” وضحى” خليلةً له.
لم تكن شخصية بن عدوان شخصيةً عادية على الاطلاق. فقد جمعت بين الشدة والرفق وبين الشموخ والرومنسية المطلقة ممثلةً في وفائه وحبه لمعشوقته وضحى التي قال في رثائها:
البارحة يوم الخلايق نياما
بيحت من كثر البكا كل مكنون
قمت أتوجد له وانثر علاما
من موق عيني دمعها كان مخزون.
لقد أجاد “المصري” دوره الرومنسي أمام محبوبته ببراعة تفوق الوصف . تبين ذلك في لغة جسده وإيماءات وجهه الاسمر التي زادته جاذبيةً ووسامة.
من جانبٍ آخر، تمتعت قصائد بن عدوان بالبساطة الأخاذة فراح يقول:
بعض البشر لا قال كلمة سمعناه
وبعض البشر ما نسمعه لو ينادي
وبعض البشر لو غاب لحظة فقدناه
وبعض البشر لو غاب له سنين عادي
شكراً من القلب للرائع “راشد الماجد” الذي تغنى بأجمل ما كتب نمر بن عدوان.
وشكراً خالصة لمنتج ومخرج العمل الجبار واللذان أثرا أرشيف الدراما الاردنية.
وأخيراً، رحمك الله يا ياسر الفن فلقد عدت بنا الى تلك المشاعر الصادقة من قصص الحب التي طالما صورها ” حليم”.