الصهاينة يخدعون.. والعرب يغنون للنصر الغائب
بقلم: صالح الراشد
النسرة الدولية –
أضحك أم أحزن أو أضع رأسي في الوحل وأنا أتابع المسلسل الهزلي المفضوح للقضاء الصهيوني الذي سيحكم في قضية الشيخ جراح، فهو ذات القضاء الذي يزج بأطفال فلسطين في السجون، وهو نفسه من يحاول منح حكومته الشرعية القانونية للكيان الصهيوني، وهو نفس القضاء الذي نرفض الاعتراف بقرارته كونها مخالفة للشرائع الدولية، ورغم ذلك يعتبر البعض ان ما يتحقق بتأجيل النطق بالحكم في قضية الشيخ جراح بمثابة انتصار، فاذا كان هذا انتصار فماذا يعتبرون تحرير فلسطين وصمود المقاومة وتحدي شعب الضفة وغزة والداخل للجيش الصهيوني، ويبدوا أن المفاهيم تضاربت حتى غدا البعض لا يميزون بين الحق والكذب والخداع والمؤامرة، لنشعر أن هؤلاء لا يعرفون شيئا ويحكمون على الأشياء بالظاهر في زمن جميع الأسرار في الباطن.
أضحك من حمق العرب وقبلهم الفلسطينيين ومن سذاجتهم بالثقة في قضاء لكيان احتل دولة بأكملها ويفعل بها ما يُريد ، ثم جاء ليُظهر لهم عدالته وقد يقرر أحقية سكان حي الشيخ جراح بمساكنهم، ففلسطين ليس ذاك الحي وليس القدس بل هي الأرض الممتدة من نهر الأردن شرقاً وحتى البحر المتوسط غرباً ولبنان شمالاً ومصر جنوباً، وبالتالي فان من يعطي الفلسطينين جزءاً منها ليسرق الباقي لن يكون عادلاً ولا جميع الدول والمنظمات التي تقف خلفه، فالقضية واضحة بان الصهيوني يعبث بالجميع باسم قانون هو من وضعه وصاغ بنوده.
وأحزن وأنا أشاهد هذا الحمق والجري وراء الوهم وتزوير الحقائق عبر الإعلام الباحث عن تغير الواقع ومنح الصهاينة صورة حضارية تفتقرها دول تلك القنوات، وأن الكيان سيد العالم الحر والديموقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في منطقة شرق المتوسط، متناسين أن الجميع يعلمون أنها دولة القتل والمذابح التي شيدت بفضلها دولة عنصرية تعتبر الأكثر إجراماً في العالم بل تمثل المعقل الأخير للإحتلال في العالم، والمؤلم ان أصحاب القضية يعرفون هذه الحقائق لكن البحث عن الحق الجزئي أنساهم الحق الكُلي والشمولي بحرية واستقلال فلسطين وهجرة الكلاب الضالة التي احتلت الوطن السليب.
وقد أفضل أن أضع رأسي في الرمال ليس كما النعامة ولكن بسبب الخذلان العربي الفلسطيني للقضية المركزية،فالعرب عليهم ممارسة الحد الأعلى من الضغط على الصهاينة للالتزام بالشرعية الدولية الظالمة والتي قبلناها، بدلا من قيام العرب بالإنبطاح الجزئي والكلي مانحين الكيان الصهيوني شرعية كبرى كون أعلام الكيان ترفرف في العواصم العربية، وهنا يبدوا أننا كعرب نضع رأسنا في الرمال من شدة العار الذي علينا التعايش معه أو نرفضه كشعوب تملك الوعي الكافي لمعرفة حقيقة الكيان الصهيوني وأنه إذا تنازل عن متر مربع باليمين حصل على مليون متر مربع بالشمال وعشرات المليارات، فهؤلاء لا يقدمون شيء إلا بمقابل سخي، فيما العرب نعرض ما نملك بأبخس الأثمان ثم يغني المطرب أننا ربحنا .