في لبنان… مصنع الأمصال توقف يوماً كاملاً: أحزاب ونواب يتحكّمون بالمازوت
النشرة الدولية –
المدن – عزة الحاج حسن
مصنع الأمصال توقف يوماً كاملاً: أحزاب ونواب يتحكّمون بالمازوت الزبائنية والحزبية تتحكمان بتوزيع المازوت.. والمؤسسات والمصانع والمواطنون يتسولونه (علي علّوش)
تكاد لا تمر ساعة واحدة لا نسمع فيها عن إغلاق مصنع او تقنين عمل مستشفى أو مؤسسة أو تعتيم مناطق بأكملها، بسبب شح المازوت وإطفاء المولدات الكهربائية، في وقت لا تهدأ فيه مساعي السياسيين وحراس الطوائف لتأمين مازوت كل لمنطقته أو جماعته. فالمازوت غير متوفر لتجنيب المصانع والمؤسسات والمستشفيات والجامعات خطر الإغلاق والتخفيف من قساوة الطقس والحرارة المرتفعة عن المواطنين، وبينهم المرضى. لكن مازوت الزبائنية وأزلام الأحزاب والطوائف متوفر، ومتوفر أيضاً في السوق السوداء.
وقد نجح المطران عصام يوحنا درويش من خلال تواصله مع منشآت النفط بتأمين 120000 ليتر من المازوت لصالح مؤسسة كهرباء زحلة، في حين تمكّن النائب آلان عون من تأمين آلاف الليترات من المازوت لبلدة فالوغا وخلوات فالوغا، مع وعد بتأمين كمية ثانية في القريب العاجل.
ولا تقتصر مساعي تأمين المازوت على المذكورين أعلاه، فالمازوت بات للمحسوبيات والأحزاب، في حين تعاني كافة قطاعات البلد من أزمة شح المازوت. وآخر تداعيات الأزمة، إغلاق أكبر مصانع إنتاج الأمصال في لبنان، وهي شركة مختبرات “ألفا”، ومقرها في منطقة السهيلة في كسروان، التي تنتج بين 65 في المئة إلى 70 في المئة من حاجة السوق للأمصال. وحسب معلومات “المدن”، فقد توقف المصنع طيلة اليوم الثلاثاء 10 آب، عن الإنتاج بسبب نفاد مخزون المازوت لديه. وبعد رفع المستشفيات الصرخة من مخاطر نقص الأمصال، عمدت شركتان مستوردتان للمحروقات إلى تسليم مصنع “ألفا” كمية من المازوت يبلغ مجموعها نحو 22000 ليتر. ويؤكد مصدر من الشركة أن كمية المازوت المسلّمة تغطي إنتاج يومين فقط بأحسن الأحوال، إذ تستهلك الشركة نحو 12000 ليتر يومياً في إنتاج الأمصال، على أمل تمويل الشركة بالمازوت من جديد، وإلا فالإغلاق سيتجدد بعد أيام.
اما المستشفيات فلا تزال أزمتها على حالها، على الرغم من وعود منشآت النفط التابعة لوزارة الطاقة منذ أيام بفتح أبوابها لتسليم المستشفيات المازوت، غير أن المنشآت عادت عن قرارها وفق معلومات “المدن” وتراجعت عن تسليم المستشفيات المازوت. وهو ما أكده نقيب المستشفيت الخاصة سليمان هارون في حديث إلى “المدن”: “فمنشآت النفط قررت عدم تزويدنا كمستشفيات خاصة بالمازوت، على أن تقوم بتزويد المستشفيات الحكومية فقط”، يؤكد هارون. أما الشركات المستوردة للنفط فتسلم المستشفيات الخاصة المازوت بالقطارة.
ويقول هارون: نسعى جاهدين يومياً ونجري عشرات الاتصالات لتأمين المازوت للمستشفيات الخاصة في حين ان السوق السوداء تفيض بالمازوت في كافة المناطق، ويسأل من أين يأتي تجار السوق السوداء بالمازوت؟ وأين هم المسؤولون بالدولة لا يلجمون السوق السوداء؟
حتى خبز اللبنانيين بات مهدّداً بسبب نفاد المازوت، وقد توقف العديد من المطاحن عن العمل بسبب فقدان مادة المازوت، التي باتت غير متوافرة لا في السوق الشرعية، ولا في السوق السوداء على حد تعبير تجمع المطاحن، أما المطاحن الأخرى فستتوقف خلال أيام معدودة عن العمل تباعاً وفقاً لحجم مخزونها من المازوت.
وعلى الرغم من الاتصالات التي قام بها تجمع المطاحن منذ قرابة الأسبوع مع وزير الاقتصاد والتجارة لتأمين حاجة المطاحن للمازوت، غير أن المساعي لم تأتِ بنتيجة حتى اليوم، ما دفع بعدد كبير من المطاحن إلى الإغلاق، ما يعني ان إنتاج الخبز سيتراجع في الأيام المقبلة ولن تنتج الأفران والكميات الكافية لحاجة السوق.