كذبة براءة الإخوان من الإخوان
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
سنكتب وننتقد الإخوان، فكرا وفكرة، كما نشاء، فسبق أن أعلنت قياداتهم في «الحركة الدستورية»، بُعيد التحرير، وفي مؤتمر صحافي، قطع كل علاقاتهم بجماعة الإخوان المسلمين، وتنظيمهم، وأنهم يعملون الآن تحت مسمى مختلف وجديد!
من صفات المسلم، حسب أدبيات «الإخوان المسلمين»، على الأقل، الصدق في القول. ولكننا نجدهم، ومنذ تأسيس حركتهم، وبعد أكثر من ثلاثين عاما من تحرير الكويت مختلفين بشدة على عدة قضايا، منها حقيقة عرض «صدام» حكم الكويت على الإخوان! ففريق يرى أنها لم تعرض عليهم، وآخر يقول إنها عُرضت، ولكنهم رفضوها؟
هذا يعني أن أحد طرفي «الإخوان» كاذب!
في مقال نشر أخيرا في القبس لأحد «قياداتهم» وما أكثر بؤس قياداتهم، حاول كاتبه تبرئة الإخوان من أية مواقف شائنة إبان احتلال صدام لوطننا، ومن أجل ذلك قام بتقسيم «الإخوان» لفئات ثلاث:
أ – إخوان الأردن، كان موقفهم منسجما مع موقف صدام.
ب – التنظيم الدولي للإخوان، كان يرفض الغزو ويطالب بانسحاب صدام، لكنه عارض قيام قوات غربية بتحرير الكويت! فخطر وجودهم في الكويت (حسب شهادة الكاتب) لم يكن أقل من خطر وجود القوات العراقية فيها!! وهذه مقارنة وقحة بالفعل.
ج – إخوان مصر والمغرب واليمن والسودان وسوريا وجميع إخوان الخليج، و«معظم» الجماعات الإسلامية في إندونيسيا والهند وباكستان وماليزيا وغيرها، كانوا رافضين للغزو ومؤيدين للحق الكويتي!
وردا على كلامه، سنورد الملاحظات التالية:
1 – كيف يكون موقف التنظيم الدولي للإخوان ضد الكويت، ويكون موقف إخوان مصر مع الكويت؟ هل هذا استعباط، أم ماذا؟ ألم تكن مصر حينها عاصمة التنظيم؟
2 – عندما أعلن إخوان الكويت، بعد التحرير، عن قطع كامل صلاتهم بتنظيم الإخوان، وتغيير مسماهم السياسي، وأنهم «إخوان كوايته»، هل كانوا يقصدون «إخوان القسم الأول، الثاني، أم القسم الثالث؟
3 – ادعاء الكاتب وغيره أنهم رفضوا المشاركة في تشكيل حكومة مؤقتة تحت الاحتلال (والصحيح، حسب أقوالهم، أنهم رفضوا استلام الحكم) لم يأت حتما من منطلقات وطنية ولا تعففا، بل لعدم ثقتهم بنظام صدام! فإذا كانوا بكل هذا الترفع والزهد في الحكم، فلِمَ قفزوا لاقتناص أول فرصة لحكم مصر أيام مرسي؟ ولماذا قبلوا حكم تونس والسودان والمغرب وغيرها، ويسعون حاليا جاهدين للوصول لحكم أي بلد عربي أو إسلامي آخر؟
5 – وماذا عن الشهادة الموثقة لرجل الكويت الأول في أمريكا، إبان الاحتلال الآثم، السفير الشيخ «سعود الناصر، عن موقف ممثلي الاخوان الذين زاراه في واشنطن ( إ. ش) و(ط.س) طالبين منه ترتيب لقاء مع كبار أعضاء الكونغرس لإقناعهم بعدم التدخل العسكري في الكويت، إضافة لتمويل السفارة لجولتهما في أمريكا للترويج لنفس الهدف!! فكان مصيرهما أنه عنفهما بشدة!
6 – وماذا عن موقف أحد كبارهم الذي ذهب لاجتماع لاهور في باكستان، وصمت عن كل مطالبات رفض قيام قوات غربية بتحرير الكويت؟
7 – وماذا عن موقف «يوسف ندا»، حامل صندوق أموال وأسرار الإخوان، المقيم في سويسرا، الذي اقترح تشكيل قوة باكستانية وإيرانية إسلامية «لتحل» محل القوات العراقية؟
الحقيقة التي لا يود الإخوان الاعتراف بها أن موقفهم أثناء شهور الاحتلال كان منسجما مع «مبادئهم».
فجميعهم سبق أن أقسموا على الولاء والطاعة للمرشد. ومن الطبيعي الافتراض أن مواقف الإخوان المتباينة كانت بمباركة من المرشد نفسه، فإن انتصر صدام وبقي في الكويت، فإن الإخوان سيقولون له: لقد وقفنا معك!
وإن خسر فسيقولون لنا: لقد وقفنا معكم!
إذا لم تستح فقل واكتب ما تشاء.
ملاحظة: نعيد ونكرر، لسنا في حوار مع أحد ليقول إنه سيوقفه!