لبيروت!

النشرة الدولية –

عامٌ مضى ؟ وإلى الآن لا أستطيع إستيعاب ماحصل!؟

بيروت أم الأحلام

بيروت الألحان العذبة

بيروت مهد الأديان

بيروت الجمال والسلام، الأمن والأمان،  ملجأ الأحلام، السعادة والآمال  …

هل ننعيكي؟؟ اكاد لا أصدق هول وحجم الفاجعة التي أصابتكِ

وكأنها القيامة…

بل كأنها نهاية العالم من و في بيروت …

كيف أروي ما حدث وهل تسعفني حروف الابجدية على ذلك ؟!

الناس في السماء حلقت كالعاصفير

من فاجعة الإعصار ، من كارثة الإنفجار الغامض…

نعم كانت ترقص جثث اللبنانيين في السماء موتاً من وطن بيع بأرخص الأثمان

من وطن فاح عبقاً من الإهمال…

جثث وقتلى الإنفجار  رقصت في السماء وعلى شرفات المنازل المتطايرة وعلى أعمدة الكهرباء أو  ما تبقى من إشارات المرور… تعانقت مع الطيور الجريحة  والمقتولة قهراً، سُماً وعمداً …

مشاهد لا نراها ولم نراها حتى في الأفلام… ولا حتى في روايات نهاية العالم!

إنها حصراً في لبنان

في بيروت … بيروتنا الحبيبة، والجريجة

لؤلؤة كل لبناني وعربي شريف…

ولم تقتصر الهولات فقط على السماء ولكن الأرض وباطنها كان يتكلم ويصرخ  ألماً وحزناً ووجعاً و إضطهاداً مبعثراً كل محتوياته من  مباني، زجاج، سيارات ومارة …

سيارات حلقت بمستوى أدناه ثلاث أو أربعة أمتار فوق الطريق كأننا في عالم جديد لا يشبه الأرض …

ما نفع العقم؟ ما نفع الداء الذي لا دواء له ؟

وما الذي ينفع  في حضور الموت ؟ ما الذي ينفع عندما تسيل دماء ابرياء طاهرة لقضية غامضة ؟

كيف الاستشعار بالاحاسيس حين تفوح رائحة الموت،الفقدان، الالم،الوجع ،الذل،الدمار التشرد والأذى …

ما ذا تقول للذي فقد او قتل إبنه  امامه او ابنته او والده او والدته ؟؟؟

ما عساك تقول للمتضرر الذي يدواي جرح اخر  لا يجمع بينهما سوى نفس الفاجعة ؟؟؟

ماذا تقول للذي انهار امام عينه  جنى وشقاء عمره إن كان منزلاً او مكان عمل او سيارته او اي شي سعى ليقتنيه  في بلد العجا ئب والمستحيل ؟؟

في بلد  لقمة الحلال به أصعب من مرتبة الجهاد !!

أو هل ينفع تضميد جروح المستشفيات التي اقتلعت من جذورها؟ واصبحت رماداً ؟

ام عساني اتكلم عن انجازات العمل الطبي تحت ضوء الموبايلات؟

ماذا عساني ان اقول عن كم الحزن والقهر عن مدينة افتخرنا بها جميعاً

عن أزقة  فاح منها عبق التاريخ …

هل يحزنني ما حصل في الأشرفية أو الجميزة  او سائر أنحاء بيروت…

ابكي وطناً كان في الكتب والآمال

ابكي مدينة وقصة شعب ابادوه  عن غصب

ابكي مدينة اتلفت مع ذاكرتها بالكامل

ابكي على بلد حلمنا الوحيد به أن ننجو بسلام من  هذا الحلم …

ان الموت ارحم من جروح بيروت وشعبها

ان الموت ارحم واعلى مقاماً وشرفاً من جرح وشرخ كل لبناني اليوم …

إنها قيامة وجع … قيامة حزن وقيامة الحق الذي لا يموت

نعم إنها حتماً القيامة …

لا  بل إنها نهاية العالم من بيروت

فلم ولن ننسى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى