قرار لبنان.. في طهران!!
النشرة الدولية –
حتى لو تشكلت حكومة لبنانية بعد كل هذا الإحتقان الذي إستطال أكثر من اللزوم فإن الإستعصاء السياسي سيبقى متواصلاً ومستمراً والمشكلة هنا هي ليست “العثور” على مَن مِنْ الممكن أن يكون رئيساً للوزراء لا ترضى عنه وفقط مكونات هذا البلد الذي كان ولا يزال يشبه رقعة شطرنج “أحجارها” لا هي متآخية ولا متناسبة وإنما ترضى عنه دولة الولي الفقيه الإيرانية وممثلها في بلاد الأرز، الذي هو إبن ضاحية بيروت الجنوبية حسن نصرالله، وبالطبع وهذا الذي لم يعد له في “القطر العربي السوري” إلاّ إحدى “الحارات” الدمشقية وقصره المنيف الذي يطل على العاصمة الأموية من فوق “قاسيون” الذي قال فيه الشاعر المبدع خليل خوري:
من قاسيون أطل يا وطني.. وأرى دمشق تعانق السحاب
إن مشكلة لبنان.. إنْ سابقاً وإنْ لاحقاً وحتى الآن هي أنّ قراره ليس في يده وأنه كان في مرحلة سابقة باتت بعيدة في أيدي المستعمرين الفرنسيين ولاحقاً في يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وبعده في أيدي متتابعة وكثيرة إنْ في سوريا وإنْ حتى في بعض الدول العربية البعيدة جغرافياً والقريبة سياسياًّ.. وحيث أنه كان هناك ودائماً وأبداً دوراًّ لا يمكن تجاوزه ولا إغفاله لبعض الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
لقد كان من الممكن أن يشكل هذه الحكومة، التي غير معروف متى ستتشكل، سعد الحريري الذي كان والده “الشهيد” رفيق الحريري قد دفع حياته ثمناً لأن يكون قرار لبنان للشعب اللبناني وليس للمتدخلين من الخارج “القريب” والبعيد.. لكن “فيتو” ضاحية بيروت الجنوبية قد حال دون ذلك والمعروف هنا أن ضاحية بيروت الجنوبية: “لصاحبها حسن نصرالله” باتت ليس جزءاً من دمشق ولا تابعة لـ”القطر العربي السوري” وإنما لطهران الخمينية والخامنئية والمعروف أنّ طهران لم تعد عاصمة لإيران وفقط وإنما عاصمة أيضاً لبعض الدول العربية عاصمتين إثنتين منهما كانتا عاصمتين بعثيتين!!.
إنه من حق لبنان بلد التآخي، الذي بقي يتعايش فيه الموارنه والأرثوذكس وباقي الطوائف المسيحية وهذا بالإضافة إلى المسلمين السنة والشعية والموحدين الدروز وبعض الأكراد وبالطبع الفلسطينيين والعلويين والإسماعيليين والسوريين ويقال وبعض اليهود والبهائيين والبوذيين والهندوس،.. إنه من حق هذا البلد.. بلد الأرز والجبال والشواطىء الجميلة والكفاءات المتعددة أن يقرر شعبه مصيره بنفسه وألّا تكون هناك كل هذه التدخلات الخارجية.. وإلا فإنه قد يأتي يوم لا نتمناه تكون كل طائفة دولة مستقلة.. وحقيقة أن هذا غير مستبعد مادام أنّ حتى إيران باتت لها دوراً رئيسياّ فيه!!.
وهكذا وفي النهاية فإنه ما دام أنّ رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي لا يزال، حتى هذه اللحظة التي كُتب فيها هذا المقال، يدور في حلقة مفرغة ولا يزال كلما حاول إسترضاء “أتباع” جهة خارجية “تتفجر” في وجهه ألغاما سياسية متعددة وكثيرة.. وحيث أنّ من الواضح إن ضاحية بيروت الجنوبية، التي تحولت إلى ضاحية لطهران، تسعى وتريد أنْ يبقى هذا البلد على ما هو عليه الآن.. وذلك كي يبقى من دمرّ مرفأ بيروت “مجهولاً” .. ثم وعلى إفتراض أنه قد جرى تشكيل هذه الحكومة الجديدة التي يسعى الرئيس المكلف لتشكيلها فإن المؤكد أنه ستبقى الأمور على ما هي عليه الآن.. وسيبقى الرئيس الفعلي ورئيس الوزراء الحقيقي هو حسن نصرالله الذي كان قد أعلن بـ “عظمة لسانه” أنه تابع للولي الفقيه وأنّ حزب الله هو قوة إيرانية مرجعيتها مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي!!.