كيف تستقيم عدالة؟؟ دون محاسبة مجرمين.!!
بقلم: أماني نشابة

النشرة الدولية –

حفرت جريمة تفجير مسجدي السلام والتقوى كثيراً في العمق والوجدان الطرابلسيين، بحيث لم يعد من السهل نسيانها أو تناسيها. كيف لا وهي جريمة استهدفت مصلّين يؤدّون فريضة الجمعة في مسجدين طرابلسيين، وراح ضحيتها أكثر من 50 شهيداً ما عدا الجرحى؟ ذلك اليوم الكابوسي وذاكرة سوداء  تستذكر مجزرةٍ من الدّم والأشلاء والجثث المحترقة والرؤوس المقطّعة، ومئات الجرحى.

كان يومًا عاديًا، لا ميزة له في روتين يومياتنا حتّى يُرمى في ذاكرةٍ أبديةٍ سوداء، للمدينة وأهلها. وهذا اليوم، على قساوته، لم يكن أكثر من مشهدٍ واحد بل متعدد وهل تنسى هذه المدينة المُثقلة بالهموم والمذبوحة أبًا وابنًا و طفلاً ذهبوا ضحية هذه الجريمة وحتى الآن لا محاكمات ولا أحكام ولا استدعاءات ولا طلب للمتهمين الموجودين خارج الحدود لتسليمهم من قبل حكومتهم وكيف تستقيم عدالة من دون محاسبة المجرمين؟ رغم المأساة، كبار المسؤولين تعاملوا مع الجريمة كأنها لم تستهدف مواطنيهم وليست المرة الأولى في تاريخ لبنان التي يظهرون فيها  موقفهم  الذي يعبّر عن تمسك الأكثرية الساحقة بالحقيقة والعدالة والمحاسبة ،البركان الذي عصف بطرابلس الفيحاء ليست  منصة للاستثمار السياسي في مدينة عانت بصمة سوداء لحالات الضياع والإنكار والتسيب والإهمال وليست منصة للمزايدات والاستثمار السياسي في احزان المواطنين المنكوبين، ولا يوماً لاطلاق الحملات الانتخابية ورشوة الرأي العام اللبناني بعدالة فقد خاب ظن اهل المدينة بتلك الطبقة السياسية التي تقبض على زمام الأمور.

ماذا يحدث فيك يا طرابلس؟

الغليان يبلغ أشده.. تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية انعدام مقومات الحياة الطبيعية وفقدان مواد البنزين والمازوت وتوقف المولدات الكهربائية عن العمل بشكل شبه نهائي، مما زاد من تشنج الوضع الاجتماعي. تعيشي فوهة بركان وانتي التي تضمي  المدينة العديد من الزعماء السياسيين هل المقصود إذلال شعب طرابلس استيقظوا  لن نرضى بتحويل طرابلس إلى صندوق بريد لأحد، ولن نقبل ان تكون بعد الان اذن من طين واذن من عجين لم نعد نعين تلك العبارة.

الذكرى الثامنة للعمل الإرهابي الجبان

تمرّ الذكرى الثامنة على جريمة تفجير مسجدي السلام والتقوى، لم ننسى بعد، فالجرح غائر، هذه السنة، مثل في ذلك كبقية السنوات السابقة، وما زلنا نستحضر حجم المآسي المتكررة والمستمرة، على لبنان وعلى طرابلس تحديداً، المثقلة بالهموم الكثيرة، وما زالت جائحة الكورونا تفتك بنا.

إنفجار طرابلس هذه السنة، غيّر شكل، والمدينة مُثقلة بالهموم من كلّ اتجاه، وقد أرخى انفجار مرفأ بيروت بظلاله على وضع البلد بشكل عام، بينما فرضت جائحة “كورونا” نفسها هي الأخرى، همّاً إضافياً ثقيلاً يقضّ مضاجعنا.

بالذكرى المشؤمة المؤلمة لجريمة حرق المسجدين، يومها كانت طرابلس أعلنت التأييد للثورة السورية… يومها ايضاً تفاعل الطرابلسيون مع الجريمة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي وطالبوا بتحقيق العدالة وسَوق المتورطين إلى القضاء لينالوا عقابهم.

إضاءة

المتعارف عليه في غالبية مناطق العالم، أن تكون المناطق الشمالية اكثر بحبوحة للحياة منها في المناطق الجنوبية، لكن الحال عندنا في لبنان يختلف!.

السؤال هنا لماذا طرابلس بقيت مهمشة على مدار سنوات طويلة ومن المستفيد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى