الحكومات والبرلمان ..إنحنوا للشعب فهو سيد عملكم
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

يعتبرون أنفسهم فوق الشعب ويعتقدون أنهم من يصنعون المطر، ويظنون “وجميع ظنهم إثم” بأنهم يُريدون الخير للوطن، والغريب أنهم لا يعرفون معنى الوطن كونه في أجنداتهم لا يتجاوز حدود الحكومة ومجلس الأمة وعِلية القوم، فيما البقية الباقية حُراس للوطن الخاص بهم ومجرد عبيد وجواري يعملون دون أجر ليوفروا للسادة الحياة السعيدة، فالوطن مناطق ومناطق ومجموعة دون أخرى، والوطن رصيد بنكي كلما ارتفع زاد الولاء وإذا تراجع يتحول صاحب الرصيد  لرمز من رموز المعارضة، ففي سجل هؤلاء فإن الشعب لا يدخلون في حسابات  الوطن حتى إن كانوا يدفعون الضرائب على كل شيء حتى الهواء الذي يتنفسوه، حتى وصلت الضرائب لرقم فلكي يتفوق على جميع أنواع الضرائب في الدول، لندخل كتاب جنيس من أوسع أبوابه الضريبية، كل ذلك  من اجل توفير حياة رغدة لعلية القوم الذين لا يكتفون بمحاصرة الوطن بل استعانوا بالبنك الدولي وغيره من مؤسسات العالم الاستثمارية لخنق الوطن والمواطن.

 

والغريب لهؤلاء الصاعدين على أكتاف الوطن وبعد سوء أفعالهم وقباحة نتاجهم يريدون من الشعب أن يتغزل بهم، والغزل في الاردن غريب فكلمات الإعجاب والخنوع والخضوع لا تكفي ولا تُرضي غرور أصحاب القرار، كون ما يُرضيهم أن يقف الشعب مهللاً مؤيداً لقرارات رفع الضرائب على جميع الفئات ، وهذه الضرائب هي الوقود الذي تحرق به الحكومات الشعب وتضغط عليه حتى يستغيث ويرضى بالضرائب الجديدة بحجة أنه الطريق الوحيد لتحسين الأوضاع المعيشية، لننتقل من سوء الأحوال للاسوء فشوارعنا مهترئة وتعليمنا باهظ متراجع والعلاج مرتفع الثمن حتى غدا الموت أكثر رحمة بالأسر الأردنية.

 

حكوماتنا وعلى مدى سنوات طوال وهي تضع المواطن في نهاية سلم أولوياتها، وتعتبره الدجاجة التي تبيض ذهباً، فهو يدفع للحكومة مقابل كل شيء حتى أصبحت الحكومات الشريك الرسمي في نفقاته بما لا يقل عن النصف زائد واحد لضمان إدارة حياته، وهذا يعني ان الحكومة والبرلمان يشكلان العبء الأكبر على الشعب  الذي إن غادر مهاجراً أو مات وربما انتحر بشكل جماعي، فان الحكومة ستحلق به كونها ستموت جوعاً وعطشاً ولن تجد مدارس لأبنائها ولا مستشفيات تعالجهم، فالأصل في الاردن هو الشعب الذي يُنفق على الحكومات ببذخ وسخاء، هذا الشعب هو المستثنى الوحيد من القرارات الحكومية التي تسعى لسحقه ولا تساعده من موت بطيء أو رحيل سريع.

 

يا أصحاب الدولة والمعالي والسعادة أنتم موظفون عند الشعب، وهو من يدفع لكم رواتبكم الضخمة ورحلاتكم ونزهات ابنائكم، فالشعب يكد ويعمل حتى تحصلوا على المال بضرائب لم يسمع بمثلها أحد، فالشعب هو منجم الذهب الذي لا ينتهي وبئر النفط الذي لا يتوقف عن الضخ، لذا عليكم أن تنحنوا احتراماً  وأنتم تتحدثون مع رب عملكم الذي وضعكم في مركز مرموق، وعليكم في البداية الامانة والاخلاص في العمل ، فمن ارتضى الأجرة حاسبه الله على العمل، وأنتم ارتضيتم بما يدفعه لكم الشعب، فهل يحق لكم أن تعيشوا حياة رغدة أفضل من سيدكم في العمل وهو الشعب الذي ينفق عليكم وعلى أسركم، فهل يُعقل ان يكون ابن الموظف مدعوم أكثر من ابن صاحب العمل، أليس الشعب مصدر السلطات وصاحب الارض والخيرات، أليس كل ما على الأراضي الأردنية ملكية شعبية من شوارع ومطارات واراض مسجلة باسم الحكومة، اذا لماذا تتجبرون بأصحاب العمل ومن أين امتلكتم هذه الجرأة في ظلمهم وقهرهم؟، أسئلة عديدة تدل على أن العديد من الحكومات لم تكن بقدر المسؤولية ولا عظمها، بل لم تعرف بانها يجب أن تحترم الشعب وتعمل لمصلحته كونه رب عملها ومصدر السلطات، فهل تتعظ حكوماتنا الحالية ومن سيلحق بها بأهمية الشعب وأنه الملهم والغاية والهدف ومصدر السلطات.؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى