الناجون عادوا للسجون.. وللصهاينة ارحلوا حتى تسلموا..
بقلم: صالح الراشد
عاد أبطال الحرية للسجن الصهيوني وللزنازين التي اشتاقت لحوارهم وأنفاسهم وهمساتهم كما يشتاق المحبوب لحبيبه، عادوا برؤوس مرفوعة تطال السحاب بعد أن كسروا شوكة المحتل وأثبتوا هشاشة وجوده وقوته، وأنه راحل لا محالة وأن فلسطين ستعود حرة من البحر للنهر ومن رفح للناقورة، ستعود حرة بهمة أبطال جعلوا المستحيل ممكن وحولوا الإعجاز إلى إنجاز، فأشعلوا نار التحدي وأشرقوا بنور الأمل والحرية، وأصبحوا منارات يهتدي بها الأشبال والزهرات، وعبدوا طرق النصر بأجسادهم التي حطمها الصهيوني، الذي فشل من المساس بأرواحهم الوثابة والحالمة بيوم الاستقلال.
عاد الأسرى الناجون لمعتقلات الحرية التي تسجن الأجساد فيما الأرواح تُحلق في كل مدينة وقرية فلسطينية، وتسكن في كل حي وبيت بعد أن حفظ الشعب صور الأبطال وغرسوها في قلوبهم كزيتون فلسطين الذي يُنير مشكاة الكون، لتصبح فلسطين محجاً لكل باحث عن تعلم التحدي والبطولة والرجولة، ومِحجاً لمن أراد أن يتعبد لله من أتباع الديانات السماوية، وحتى نكون صريحين فقد أصبحت أيضاً محجاً لمن أراد أن يتعلم الخيانة وبيع القضية بالمال والمنصب، تخيلوا ففي أرض القتل والموت والسلام والحرب والبغض والحب تجتمع الأضاد والسالب والموجب والأخيار والأشرار، فهذه هي الأرض التي ستجمع في نهاية الزمان المسيخ الدجال والمسيح نبي الله، حيث ينتصر الخير ليذوب المسيخ برمح المسيح في القدس، لنشعر أن جميع من تقمصوا دور المسيخ سيزولون ويذوبون ويرحلون.
انتصر الأبطال الستة على تكنولوجيا الصهاينة التي توقفت ووقفت ذليلة عاجزة عن فهم الروح الفلسطينية، ووقف قادة الصهاينة يُفكرون ويتسائلون بجنون، من أين تأتي العزيمة والقوة لهـؤلاء؟، ألا يتعبون ألا ينسون والأهم ألا يستسلمون؟، يا هذا الجاهل بأرض فلسطين إن القوة والعزة والمنعة تأتي من نساء أرضعن أطفالهن معاني العز والكرامة، ونهضوا ليتعلموا في مدارس آبائهم أسس البطولة والفداء، ليصبحوا مقاتلين منذ نعومة أظفارهم، يا قادة الصهاينة ألا تتذكرون هؤلاء الفتية؟، ألم يدرسوكم في المعاهد عن أطفال أل ” آر بي جي” حين أذلوكم في بيروت وخرجتم تجرون خيبات الأمل لتتركوا قوات أمل تغتال وتقتل كل فلسطيني، ورغم الموت والقتل والإغتيالات لم ينتهوا وانتقلت أرواحهم لجيل جديد واجه دبابتكم بحجر وصاروخكم بخنجر، ولم يرفع أي منهم رآية الإستسلام رغم معاهدات الغدر وإتفاقات العار التي يقدسها أتباع الصهيونية ويرفضها رجال آمنوا بربهم ثم قدسية قضيتهم، لذا لن تكونوا بأمان حتى تسمعوا كلمات محمود درويش وتنفذوها فهي ملاذكم الأخير ؛” خذوا حصتكم من دمائنا وارحلوا”، لذا ارحلوا حتى تسلموا.!!