العاهل السعودي يعلن تمسك بلاده في الدفاع عن نفسها ويرفض التدخل في شؤونها الداخلية
قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إن بلاده “تحتفظ بحقها الشرعي في الدفاع عن نفسها في مواجهة ما تتعرض له من هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة، وترفض بشكل قاطع أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية”.
وخلال كلمته المسجلة أمام مداولات الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، قال الملك سلمان إن مبادرة السلام التي قدمتها المملكة العربية السعودية، في آذار/مارس الماضي، كفيلة بإنهاء الصراع في اليمن وحقن الدماء ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني.
لكنه قال إن “ميليشيات الحوثي الإرهابية” تواصل رفض الحلول السلمية وتراهن على الخيار العسكري للسيطرة على المزيد من الأراضي في اليمن.
وأكد الملك سلمان التزام بلاده بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة الوطنية لجميع الدول.
وقال إن “مليشيات الحوثي تعتدي بشكل يومي على المدنيين في المملكة، وتهدد الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة الدولية”، واتهمها باستغلال “معاناة الشعب اليمني وحاجته الملحة للمساعدة الإنسانية”.
المحادثات مع إيران
في هذا الصدد، قال العاهل السعودي إن إيران دولة مجاورة، معربا عن أمله في أن تؤدي المحادثات الأولية بين البلدين إلى “نتائج ملموسة لبناء الثقة” تمهد الطريق لإقامة “علاقات تعاون مبنية على الالتزام بالمبادئ والقرارات الشرعية الدولية واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
ودعا إيران إلى “وقف دعمها للجماعات الإرهابية والمليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة”.
وأكد خادم الحرمين الشريفين على أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، معربا عن قلقه البالغ إزاء الخطوات الأخيرة التي اتخذتها إيران والتي قال إنها تتعارض مع التزاماتها وتتعارض مع التصريحات الإيرانية المتكررة بشأن سلمية برنامجها النووي.
التصدي للفكر المتطرف
وقال الملك سلمان إن المملكة مستمرة في التصدي للفكر المتطرف القائم على الكراهية والإقصاء.
وأكد على أهمية وقوف المجتمع الدولي، بحزم، أمام كل من “يدعم ويرعى ويمول ويأوي الجماعات الإرهابية والمليشيات الطائفية أو يستخدمها وسيلة لنشر الفوضى والدمار”.
تعزيز التعاون الدولي ودعم الجهود الإنسانية
وقال الملك سلمان إن التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، في الوقت الراهن، تتطلب تعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف، مشيرا إلى أن جائحة كورونا أثبتت أن الطريق نحو تحقيق التعافي المستدام يعتمد على “تعاوننا جميعا، في إطار جماعي”.
وأشار إلى قيام المملكة العربية السعودية “بدور حيوي في قيادة الاستجابة العالمية لهذه الجائحة، من خلال رئاستها لمجموعة العشرين، العام الماضي.
وقال إن المملكة دعمت الجهود العالمية لمواجهة هذه الجائحة بمبلغ 500 مليون دولار، إضافة إلى تقديمها مبالغ أخرى لمساعدة جهود الدول في التصدي للجائحة.
وأوضح أن بلاده وبرغم ما تواجهه من صعوبات اقتصادية إلا أنها مستمرة في الالتزام بالدور الإنساني والتنموي في مساعدة الدول الأكثر احتياجا والمتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية.
وبيّن أن بلاده هي “أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على المستويين العربي والإسلامي” خلال العام الحالي. وأكد حرص بلاده على تعافي الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى الجهود التي بذلتها المملكة مع شركائها في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومجموعة العشرين لمواجهة الآثار التي نجمت عن جائحة كورونا، من خلال تعزيز استقرار أسواق البترول العالمية.
آثار تغير المناخ و “رؤية 2030”
وتطرق الملك سلمان إلى المبادرات التي تبنتها بلاده في سبيل مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ أبرزها مبادرتها “السعودية الخضراء”، و “الشرق الأوسط الأخضر”، و “الاقتصاد الدائري للكربون”.
وقال إن جوهر “رؤية 2030” التي تبنتها المملكة يكمن في تحقيق الازدهار وخلق مستقل أفضل يكون فيه “اقتصادنا رائدا ومجتمعنا متفاعلا مع جميع العالم” وأضاف:
“لقد قطعنا أشواطا كبيرة من خلال السنوات الخمس منذ انطلاق هذه الرؤية الطموحة في دعم الصناعات المحلية وتطوير البنية التحتية وتقنيات الاتصالات وحلول الطاقة والاستثمار في قطاعات عدة بالإضافة إلى تمكين المرأة والشباب وتحسين جودة الحياة للجميع”.