كأس العالم كابوس جديد والفيفا تجري وراء المال
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تصميم غريب على إنهاء متعة كأس العالم يقوده الإتحاد الدولي والإتحادين الأوروبي والآسيوي، بغية زيادة المال المتدفق من نقل مباريات البطولة، ويبدو ان هذه الإتحادات لا تهتم بمستوى الكرة العالمية ولا بطبيعة كأس العالم وتقاليده من جهة وحالة اللاعبين الصحية من جهة أخرى، فعند هؤلاء يأتي المال أولاً وضمان البقاء في المنصب ثانياً، لذا قاموا برفع عدد المنتخبات المشاركة إلى اربعين منتخب بدءاً من البطولة بعد القادمة، وهو رقم خرافي سيحول البطولة إلى “سيرك” ويصيب المتابعون بالإشباع وعدم الرغبة في متابعة البطولة إلا في أدوار متقدمة تنطلق من مرحلة خروج المغلوب، وبالتالي ستفقد اللعبة متعتها كونها ستدخل مرحلة الملل، وقد يؤثر ذلك على البطولات الأخرى بكرة القدم وهو ما تخشاه الأندية الأوروبية.

ويحظى الإتحاد الدولي بدخل مالي مرتفع، ورغم ذلك يبحث عن المزيد من أجل دعم الإتحادات الأهلية وزيادة رفاهية  سكان إمبراطورية “الفيفا”، وهذا أمر سيجعل إتحادات الدول الفقيرة تصوت لصالح خوض بطولة كاس العالم كل سنتين، كون أصحاب القرار في غالبية هذه الإتحادات لا يملكون الخبرة في اللعبة ولا يدركون مخاطر تنظيمها كل عامين، حيث على اللاعبين خوض مباريات التصفيات الطويلة والمشاركة في البطولات المحلية والقارية، وفي العام الذي يتم فيه تنظيم البطولة على اللاعبين خوض مباريات المنتخبات في التصفيات القارية والمشاركة في كأس العالم، إضافة لخوص المباريات في البطولات المحلية والقارية مع أنديتهم، وهذا حمل كبير على اللاعبين سيتسبب في تقليص عمرهم الإفتراضي في الملاعب، كما لن يجد اللاعبون مرحلة للإستشفاء في حال الإصابة.

الطريقة الجديدة التي خرج بها الإتحاد الدولي على العالم تثبت أنه فقد القدرة على قياس الأمور بشكل عام، وأنه يركز على المال وليس تطويراللعبة التي ستصاب بالإنهاك، كما ستفقد البطولة بريقها في حال رفضت الأندية الكبرى الإنصياع لقرار الإتحاد الدولي، بل قد يشجعها قرار “الفيفا”  للعودة إلى إطلاق بطولة السوبر الأوروبية، والتي إن ظهرت بعد القرار “الفيفا” فإنها ستحتل الصدراة، وستجعل بطولة كأس العالم مجرد ظل غير مرغوب فيه لشركات النقل التلفزيوني، وسيزداد الأمر صعوبة على “الفيفا” في حال تزامن بطولة كاس العالم بطريقتها الجديدة وبطولة السوبر، ويترافق ذلك بمنع الأندية لاعبيها من مشاركة منتخبات بلادهم في بطولة الاستنزاف، فعندها ستسقط “الفيفيا” ويسقط كأس العالم.

ان البطولة بصورتها الحالية تعتبر منطقية في ظل وجود بطولات خاصة بكل قارة والدورة الاولمبية وبطولة كاس القارات، وهذا  يعني وجود بطولات كافية لمتابعتها، وأن رغبة “الفيفا” في السيطرة الشاملة على صورة البطولات سييجعلها تدفع ثمناً غالياً يتمثل بفقدان متعة كرة القدم وتراجع قنوات البث عن تعاقداتها أو تقليل بدل ثمن النقل، وبالتالي سيكون العائد المالي من بطولتين يعادل قيمة العائد المالي من بطولة واحدة، وهذا يعني ان هناك في بيت كرة القدم العالمي من يضع مصلحة اللعبة في ترتيب متأخر ضمن أجندته والتي يتقدمها المصالح الخاصة في البقاء في المنصب والذي سيترافق في فساد عالمي جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى