إيران..وأهدافها القومية والمذهبية!!* صالح القلاب
النشرة الدولية –
لم تقدّم إلّا إيران، دولة الوليّ الفقيه هذه، لإسرائيل التي بقيت توصف في المرحلة “الشاهنشاهية” وأيضاً في هذه المرحلة اللاحقة بأنها: “العدو الصهيوني” ما قدمته من تحويلٍ للصراع في هذه المنطقة من صراعٍ تاريخيٍ مع دولة الاحتلال إلى صراعٍ طائفيٍ ومذهبيٍ بين السنّةِ والشيعة وحقيقةً أنّ هذا ما كان الاسرائيليّون ينتظرونه وما حققّوه بالفعل وحيث أنه أصبح أمراً عادياً أن يكون كل هذا الوجود وكل هذا التواجد الإسرائيلي في المنطقة!!
لقد انتظر إنْ ليس العرب كلهم إنتصار الخميني وإسقاط شاه إيران وكان أول الواصلين إلى طهران بعد ثورة عام 1979 هو الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي كان قد عضَّ على أصابع يده اليمنى ندماً عندما عاد من طهران وتيقّن من أن الثورة الخمينية ليست من أجل تحرير فلسطين وليست ضد العدو الصهيوني وإنها ثورةٌ مذهبيةٌ وطائفيةٌ وهدفها السيطرة على العراق وما بعده وكأنّ هناك ثأراً تاريخياً بين المسلمين.. الشيعة والسنة!!
وحقيقةً أنّ حرب الثمانية أعوام بين إيران وبين العراق كانت في هذا الإتجاه وأنه للمرّة الأولى على مدى حقب التاريخ التي يكون فيها هناك صراعاً دموياً وعلى هذا النحو بين جناحي الإسلام، السنة والشيعة، وأنه لولا تدخل العقلاء من الطرفين لكانت الأوضاع في بعض الدول العربية ليست على ما هي عليه الآن وهذا مع الاخذ بعين الإعتبار كل هذا الذي يفعله في لبنان حسن نصر الله والذي يفعله الذين إنْدفعوا ودُفعوا من إيران في إتجاه غربيِّ الخليج العربي وعلى أساس أنّ لهم في هذه المنطقة ثارات تاريخية!!
وهنا وبالطبع وبالتأكيد أنّ هذه المؤامرة المذهبية لم تنطلِ على قطاع واسعٍ من العرب “الشيعة” وإنّ هؤلاء قد اكتشفوا هذه المؤامرة التاريخية مبكراً وإنهم قد اكتشفوا أيضاً ما معنى أن تعلن طهران الخامنئية أنها باتت تحتلُّ ستة دولٍ عربية .. والواضح أنّ المقصود هنا هو: العراق (بلاد الرافدين) وهو بالطبع سوريا: “القطر العربي السوري” وهو أيضاً ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب اللبناني وهو ما يحتله “الحوثيّون” من اليمن وذلك بالإضافة إلى دولتين عربيتين وصل فيهما التغلغل الإيراني ذروته السياسية والمخابراتية.
وهكذا فإنّ إيران هذه التي باتت تتمدّد عسكرياً في أذربيجان وأيضاً في إتجاه أفغانستان قد غرزت خنجراً مذهبياً وطائفياً ليس في خاصرة وإنما في قلب الوطن العربي وأنها عندما تعلن أنها باتت تحتلُّ كل هذه الدول العربية فإنها تؤكد على أنها قد حققّت هذا الشرخ التاريخي بين أبناء الأمة العربية الواحدة وإنّ هذا الذي فعلته قد بقي يراود أؤلئك الأكثر تطرفاً مذهبياً وقومياً من الذين لا زالوا يتغنّون بما يعتبرونه أمجاد فارس القديمة وهذا من المفترض أن يدفع العرب إلى صحوةٍ قوميةٍ ما دام أن الأمور في هذه المنطقة قد وصلت إلى ما وصلت إليه!!