هذه هي الإختصاصات الجامعية التي يحتاجها السوق اللبناني اليوم* ستيفاني راضي
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
ما يقارب نصف اللبنانيين أصبحوا عاطلين عن العمل”، قالتها وزيرة العمل السابقة لميا يمين، خلال إلقاء كلمة لبنان أمام “مؤتمر العمل العربي”، الذي انعقد في دورته الـ47 في القاهرة، وغادرت منصبها بسلام.
ففي السنوات الاخيرة، انعكست الازمة الاقتصادية في لبنان بشكل كبير على كلّ القطاعات الحيوية، فمئات الشركات أغلقت أبوابها أو قلصت اعداد موظفيها، وهذا الأمر لعب دوراً أساسياً في رفع نسبة العاطلين عن العمل، الى أجل غير مسمى.
رئيس مؤسسة “لابورا” الأب طوني خضرا، يشير لـ”لبنان 24″، الى أن “معدل البطالة في لبنان تخطى 65%”. ولفت الى أن “من اصل 100 شاب، 20% يجد عملًا له”.
لكن، للشباب والشابات قدرة على التعامل بذكاء مع هذا الواقع، من خلال معرفة أي إختصاصات يتجهون نحوها.
واليوم، مع بداية العام الدراسي الجديد، ما هي الاختصاصات التي يُنصح باختيارها، ويحتاجها سوق العمل في لبنان؟
عدد الخريجين سنوياً من الجامعات
لا يستوعب سوق العمل في لبنان عدد الخريجين سنوياً من الجامعات، فالطلب أكبر بكثير من العرض. وكشف خضرا أن “السنة الماضية، تخرج من لبنان 37500 شخص”، مضيفاً أن “72.5% منهم لا يجدون وظائف”.
فمنذ سنتين، كان معدل البطالة في لبنان نحو 30%، ولم تكن البلاد وقتها واقعة بعد في أكبر أزمة إقتصادية بتاريخها، كما أتى فيروس كورونا، مطلقاً الرصاصة الاخيرة على سوق العمل، ليقفز معدل البطالة بشكل هستيري!
فائض متخرجين بهذه الإختصاصات
يُعتبر سوء اختيار الاختصاص، واحداً من أسباب إرتفاع البطالة عبر السنوات، إذ يدرس الشباب اختصاصات لا تتماشى مع احتياجات سوق العمل، ويتجهون الى اختصاصات تعاني من فائض في عدد متخرجيها.
وهنا، لا ينصح خضرا الشباب بالدخول الى اختصاص الهندسة، الطب، المواد الفلسفية والاجتماعية، والحقوق. فهناك فائض من الخريجين بهذه الاختصاصات في لبنان.
أي إختصاصات تختار؟
إن سوء التوجيه، من الأسباب التي تؤدي الى أن يختار الطالب اختصاصا لا يناسبه ولا يناسب سوق العمل، ويرى الأب خضرا أن “هناك نقصاً في موضوع التوجيه، حتى لا نقول ان هناك توجيها للطالب لكي يختار جامعة معيّنة، وليس الاختصاص المطلوب في السوق المحليّة”.
وعن الإختصاصات التي يحتاجها سوق العمل اللبناني، أوضح أن “أكثر الوظائف المتاحة أمام الطلاب اليوم هي التمريض، مساعد ممرض، مساعد اجتماعي، خدمة مريض وعجوز في منزل، بالاضافة الى اعمال المهن الحرّة كمعلّم ألومينيوم، نجارة، قطاع البناء، الكومبيوتر، المبيعات…”.
العمل الزراعي الى الواجهة
ليس مخفياً أن لكورونا تأثيرا كبيرا على سوق العمل، وهنا أشار الأب خضرا الى أنه “بسبب عودة اللبنانيين الى الاكتفاء الذاتي والقرى البعيدة، تطوّر القطاع الزراعي وبات بحاجة الى اختصاصيين بهذا المجال مثل مهندس زراعي، خبير في الادوية والمبيدات، التوضيب والتسويق”.
كما نصح مؤسس “لابورا” الشباب والشابات، بـ”التوجّه الى اختصاصات بيترو كيميائيّة، لأنه اذا حُلّت مشكلة الشرق الاوسط ولبنان، وتم استخراج النفط والغاز من بحره، فسنكون بحاجة لأكثر من 100 عامل في هذا المجال”.