لماذا؟.. فوضى السياسات في بعض المدارس الخاصة

فريدة العبيدلي

الراية القطرية –

دخلت طالبةُ الصف الرابع الابتدائي بعد عودتها من المدرسة متسارعةَ الخطى باحثة عن أمّها لتقول لها معاتبة بصوت متهدّج بالبكاء: «ماما تمنعيني أنا وأخي من مشاهدة برامج الآيباد في البيت، ونحن نشاهدها في الصفّ في حصص «البريك» يشغلونها البنات على اللوحة الرقمية المعلقة في الصف «، استغربت أمها مما سمعته وسألتها ماذا تقصدين؟، أجابت بتلقائية: «برنامج التوك توك، وبعض فيديوهات اليوتيوب التي تتضمن كلامًا قبيحًا وعيبًا كما تقولين».

نزل الكلام على الأمّ كالصاعقة، وسألتها أين معلمتكم في هذه الفترة، ردت؛ معلمتنا معنا في الصف، وأعقبت الطفلة مبررة عدم انتباه المعلمة لما يعرض في الصف قائلة: «قد تكون معلمتنا لا تعرف معنى الكلمات القبيحة باللغة الإنجليزية».

بعدها حاولت الأمّ التواصل مع صديقتها التي شجعتها على تسجيل ابنتها في هذه المدرسة للتأكّد من صحة قول ابنتها، لأنها هي الأخرى لها ابنة مسجّلة في نفس المدرسة، وكان دافعهما للتسجيل ما تتمتع به المدرسة من سمعة طيبة.

حينها استرجعت الأم وسائل الضغط الذي مارسته المدرسة على أولياء الأمور في بداية الفصل، لإجبارهم على تسديد رسوم الفصل الدراسي الأوّل كاملة دون أدنى اعتبار لعدد الأبناء المسجلين، وقتها تم إبلاغهم بعدم السماح لأبنائهم بدخول الفصول في الأيام الأولى للدراسة لحين دفع الرسوم كاملة، استنكر البعض منهم الإجراء، لأن معظم المدارس الخاصة في الدولة تسمح بمددٍ محددة لتسديد الرسوم كاملة، بعد دفع مبلغ حجز المقعد، في حين بعض المدارس تجزِّئ المبلغ المطلوب على دفعتَين أو أكثر للتسهيل على أولياء الأمور عملية الدفع، خاصة إذا كان لديهم أكثر من طفل، وفي حال عدم تقيّدهم بالمدد المحددة للدفع، لا يُسلم ولي الأمر تقييم ابنه في آخر الفصل الدراسي، إجراء يتسم بالمرونة ويحسم عملية الدفع.

ولكن في هذه المدرسة تحت ضغط الإجبار، اضطرت إحدى الأمهات لدفع مبلغ ٧٥ ألف ريال قطري دفعة واحدة لتسجيل أطفالها الثلاثة، هذا غير المبلغ المدفوع لشراء الزي المدرسي، ما اضطرها لذلك أنها نقلت أبناءها من مدرستهم السابقة، ولم يكن أمامها متسع من الوقت للتراجع، خاصة أن السنة الدراسية بدأت، والتغيير قد يضر بالأطفال لصغر سنهم ويؤثّر في مسارهم التعليمي.مثل هذه السياسات غير المنضبطة تؤثر دون شك في الأطراف مجتمعة: مسؤولي المدرسة، أولياء الأمور، والطلاب الذين هم الهدف والغاية.

المتعارف عليه أن المدارس الخاصة العربية منها والأجنبية تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم.

ما دور وزارة التربية في مثل هذه السياسات المؤثرة سلبًا في كافة الأطراف؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى