مصر توقف النار بين «حماس» وإسرائيل
القدس – أحمد عبد الفتاح –
أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، السبت أن جهودا مصرية نجحت في وقف للنار مع إسرائيل، بعد تصعيد للمواجهات في اليومين الاخيرين هدد باندلاع حرب في القطاع المحاصر.
وأصدرت الفصائل – بينها حركة حماس – بيانا مشتركا، قالت فيه إن «جهودا مصرية مقدَّرة، أسفرت عن تثبيت وقف للنار بين المقاومة والعدو الصهيوني، وان المقاومة ستلتزم هذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني».
وأكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» انه في حال توقف إسرائيل عن عدوانها يمكن العودة الى تفاهمات وقف النار، مردفا: «لقد دافعت المقاومة عن شعبها ونفسها أمام العدوان الاسرائيلي، وشعبنا الفلسطيني كعادته احتضن المقاومة بكثير من الصبر والفخر».
وأفادت وسائل إعلام عربية بأن رئيس المخابرات المصرية عباس كمال تدخل شخصيا، الإثنين، في المحادثات، وطلب من «حماس» ممارسة ضبط النفس.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصادر ان الوفد المصري سيصل إلى تل أبيب، اليوم، لبحث جهود التهدئة.
من جهته، أكد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كابينيت) دعم التوصل إلى تهدئة مع الفصائل في غزة.
وأكدت «شركة الأخبار» الإسرائيلية أن وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، ووزيرة القضاء أييلت شاكيد، ووزير التعليم نفتالي بينيت، صوتوا جميعا مع اقتراح وقف النار.
وكان «كابينيت» قرر في وقت سابق «عدم كسر قواعد اللعبة»، وطلب من الجيش مواصلة العمليات في قطاع غزة «طالما تطلب الأمر ذلك».
وأعلن الجيش الإسرائيلي فور التوصل الى تهدئة أن الفصائل الفلسطينية أطلقت 460 قذيفة صاروخية من غزة، وأنه استهدف 160 موقعا لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.
واستشهد سبعة فلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية، وأصيب خمسة وعشرون آخرون.
وفي الجانب الإسرائيلي، أسفر إطلاق الصواريخ عن سقوط قتيل واحد و27 جريحا، ثلاثة منهم إصاباتهم بالغة، وأحدهم جندي. وتبين أن القتيل في الجانب الإسرائيلي هو عامل فلسطيني يعمل في عسقلان، حسب الشرطة الإسرائيلية.
من ناحيته، دعا الرئيس الفلسطين محمود عباس إلى اجتماع طارئ، غدا، للبحث في كيفية وقف العدوان الإسرائيلي.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن الرئيس قرر قطع جولته الخارجية والعودة إلى أرض الوطن لمواجهة التحديات المترتبة على هذا العدوان. وأضاف أن الرئيس يواصل اتصالاته الإقليمية والدولية لوقف العدوان، داعيا إلى وجوب توفير الحماية الدولية لشعبنا في دولة فلسطين، مشددا على أهمية إنجاز الوحدة الوطنية.
بدوره، طلب وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، بتكليف من عباس، من بعثة دولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، التقدم بطلب عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تطورات.
وأول من أمس، دمّرت إسرائيل ستة مبان، أبرزها مقر فضايئة الأقصى التابعة لحركة حماس، ومجمع «أنصار» الأمني الحكومي، وموقعين عسكريين يتبعان «سرايا القدس» الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، شرقي مدينة خانيونس، وفي مدينة دير البلح.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن عدد المباني التي تم تدميرها بالكامل في غزة يصل الى 8، مردفا أنه قصف خمسين هدفا لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وكانت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية قررت توسيع دائرة القصف، وتوعدت بإنزال مليون إسرائيلي الى الملاجىء.
وقال ابو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الذراع العسكري لـ«حماس»: «دخلت مدينة المجدل المحتلة دائرة النار ردا على قصف المباني المدنية في غزة»، مهدداً بأن مدينتي «أسدود وبئر السبع هما الهدف التالي إذا تمادى العدو في قصف المباني المدنية الآمنة».
وأضاف أن «نحو مليون صهيوني سيكونون في دائرة صواريخنا، وعليهم البقاء في الملاجىء، إذا كان قرار العدو هو التمادي في العدوان على قطاع غزة».