وزير داخلية طالبان يقيم حفلا ويكافئ أسر الانتحاريين بالأراضي والأموال
النشرة الدولية –
وكالات – نظم القائم بأعمال وزير الداخلية في حكومة طالبان، سراج الدين حقاني، احتفالا في العاصمة الأفغانية كابل، لتكريم الانتحاريين المسؤولين عن مقتل الآلاف من قوات التحالف، وفقا لموقع صوت أميركا.
كانت الولايات المتحدة قد وضعت حقاني على قوائم الإرهاب، وخصصت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار، مقابل أي معلومة تساعد في القبض عليه.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، قاري سعيد خوستي، إن حقاني التقى بعائلات بعض الانتحاريين في حفل في فندق فخم بالعاصمة الأفغانية.
ونشر خوستي صورا غير واضحة لحقاني وهو يصلي ويحتضن أفراد أسرة القتلى. وقال إن “الوزير أشاد بالانتحاريين ووصفهم بأنهم أبطال الإسلام والبلاد”.
لم يظهر حقاني علنا في السنوات الأخيرة، حتى بعد سيطرة طالبان على كابل في أغسطس.
وقال حقاني، المسؤول عن شبكة حقاني، التي تحملها واشنطن مسؤولية الهجمات الانتحارية الكبيرة ضد القوات الأجنبية خلال العقدين الماضيين، إن “ظهور النظام الإسلامي هو نتيجة دماء شهدائنا”.
وأشار خوستي إلى أن حقاني “وزع 125 دولارا على أسر الشهداء (الانتحاريين) ووعد بقطعة أرض لكل أسرة”.
وتحدث خوستي في وقت لاحق لشبكة تلفزيون أفغانية، ودافع عن حقاني لإشادته بالعمليات الانتحارية. وقال إن الهجمات جزء من “جهاد طالبان ضد احتلال قوات التحالف لأفغانستان”. كما دافع عن تشويش صور حقاني، متذرعا بأسباب أمنية لبقاء الوزير في الظل.
يُعتقد أن القوة المالية والعسكرية لشبكة حقاني لعبت دورًا رئيسيًا في مساعدة طالبان على الحفاظ على تمردهم وتوسيع نطاقه، بحسب صوت أميركا.
الاعتراف بحكومة طالبان
يقول الخبراء إن حفل يوم الاثنين في كابل سيعقد مساعي طالبان للحصول على اعتراف دولي بحكومتهم، التي تتعرض بالفعل لانتقادات بسبب حقوق الإنسان.
وذكر جوناثان شرودن، محلل العمليات العسكرية في مركز التحليلات البحرية ومقره الولايات المتحدة، إن “تعيين سراج حقاني في منصب وزير الداخلية بالوكالة جعل من الصعب بالفعل على الدول، ولا سيما الولايات المتحدة، التعامل مع حكومة طالبان”.
وأضاف شرودن في تصريحات لموقع “صوت أميركا” أن “أفعال حقاني (حفل التكريم) ستجعل الأمر أكثر صعوبة للاعتراف بحكومة طالبان في المستقبل”.
وتابع: “من المرجح أن يواصل المجتمع الدولي التعامل مع بعض أعضاء طالبان غير حقاني من أجل إيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى الشعب الأفغاني، ولكن ليس هناك شك في أن مثل هذه الإجراءات ستجعل من غير المقبول بالنسبة لتلك الدول التفكير في إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع حكومة طالبان”.
وقال المحلل توريك فرهادي، وهو مستشار سابق للحكومة الأفغانية، إن التحدي الرئيسي الذي تواجه طالبان هو “إقناع جميع أعضاء الحركة بأن الحرب مع أميركا قد انتهت. ويجب عليهم جميعًا أن يركزوا على كسب الحرب الاقتصادية لمنع الفقر من الانتشار في البلاد”.
وأشار فرهادي إلى أن طالبان “تتكون من أطراف وجماعات متعددة، يريد بعضها تذكير القيادات بالتضحيات التي قدموها حتى يتمكنوا من الوصول إلى السلطة.
وأشار إلى أن “بعض الأعضاء في الحركة يعرفون أنه من أجل الحصول على الاعتراف الدولي يجب تهدئه خطابهم، لكن نسيان ما حدث على مدار عقدين يهدد بسخط بعض المقاتلين وتركهم الحركة والانضمام إلى داعش”.