السقوط الكبير بدأ ..!
بقلم: فادي غانم

 

الثائر نيوز –

النشرة الدولية –

مصرف لبنان لن يبيع الدولار بعد نهاية الشهر الحالي، والدعم توقف عن المحروقات والمواد الغذائية، ورواتب الموظفين باتت الأدنى في العالم، والقطاع المصرفي مُعطًل، والاقتصاد الوطني في أسوأ حالاته، والعملة الوطنية تنهار مقابل الدولار الذي لا يزال يحلّق صعوداً، والحكومة مُعطلة بفعل فاعل، وقانون الانتخاب يترنح على وقع التجاذبات السياسية والمزايدات بحقوق الطوائف وحقوق المنتشرين، وحجج عواصف الصوم والطقس الماطر في الربيع المقبل.

كل هذا المشهد السوداوي، وقسم كبير من اللبنانيين ما زال يصرخ « بالدم بالروح نفديك يا زعيم» فالكل عنده شارع والكل عنده زعيم، ومستعد للموت لأجله. أكثر من ٩٠٪؜ من عائلات الزعماء باتوا خارج لبنان، يهنأون ويتنعمون في أفخم القصور والفيلات الخاصة، فيما شعبهم الجائع ما زال يهتف لهم، ويزايد كل يوم في تقديم الأضاحي على مذبح طائفيتهم، من أبنائه وأمواله.

لم نعد ننتظر السقوط الكبير ولا جهنم!!! فلقد أصبح لبنان فيها حقاً وفعلاً.

وقد تصيبك القشعريرة وانت تنظر إلى هؤلاء الذين يملأون الشوارع والساحات، رافعين أعلام أحزاب تلونت بكل ألوان التفرقة والضغينة والحقد والقتل والاقتتال، وما زالت لا تهتدي إلى الوطنية، ولم تتعظ من الماضي وأخطائه القاتلة.

حقيقة لا تعرف ما إذا كان عليك أن تضحك أم تبكي، وأنت تنظر إلى هذا الشعب المسكين. رعاع يملأون الشوارع، يهتفون يصرخون يُطلِقون النار شمالاً ويميناً وفي كل حدب وصوب، ويملأون صفحات التواصل الاجتماعي بالتهديد والوعيد الثبور وعظائم الأمور، وشتى أنواع الشتائم والسباب والتحريض، لبعضهم على بعض، يموتون يُقتلون، تتلوّن الأرض بدمائهم ودموعهم، وهم سُكارى برائحة الدم وحُب الانتقام، والمهم عندهم أن لايُمسّ اسم الزعيم.

الويل لأمة ساستها يستثمرون بدماء الشعب.

الويل لأمة قادتها يتغذون على الطائفية والحقد والتعصب.

الويل لأمة شعبها يُساق كالقطعان إلى مناهل الكراهية والجهل.

الويل لأمة تزرع الهوان فتحصد الذل.

الويل لأمة تتاجر بالدماء وتقامر بالاخلاق .

الويل لأمة افتقدت الحكمة والحكماء وسادها المنافقون .

الويل كل الويل لحاكم باع ضميره ووطنه ليتنعّم بمنصب زائل ومجد زائف.

 

أما هذا الشعب المسكين لا تعلم، هل تُشفق عليه، أم تضحك من جهله، فتردد مع ابو الطيب:

“ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعقلِهِ

وأخو الجَهالَةِ في الشّقَاوةِ يَنعمُ.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى