قرداحي: “استقالتي غير واردة”.. والحوثي يرفعون صوره في صنعاء.. ووزير الخارجية اللبناني يتحدث عن “قساوة سعودية”
وزير الخارجية السعودي: "وصلنا لخلاصة أن التعامل مع لبنان وحكومته الحالية ليس مثمرا في ظل هيمنة حزب الله المستمرة على المشهد السياسي"
النشرة الدولية – وكالات –
استبعد وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، أن يستقيل من منصبه، بعد أن أدت تصريحاته حول حرب اليمن إلى أزمة مع السعودية، التي استدعت ودول خليجية أخرى سفراءها من بيروت.
وقال قرداحي لقناة “الجديد” المحلية، الأحد، إن استقالته من الحكومة “غير واردة”، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
وكان قرداحي اعتبر، في مقابلة تلفزيونية أجريت قبل توليه حقيبة الإعلام في الحكومة اللبنانية في سبتمبر، أن المتمردين الحوثيين “يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي”.
وأعربت الحكومة اللبنانية في بيان عن “رفضها” للتصريح، مشيرة إلى أنه “لا يعبر عن موقفها”، لكن قرداحي رفض “الاعتذار” عن “آرائه الشخصية”، قائلا “أنا لم أخطئ في حق أحد. ولم أتهجم على أحد. فلم أعتذر”؟
الحوثيون يكافؤون قرداحي
وفي المقابل، كافأ المتمردون الحوثيون، جورج قرداحي على تصريحاته المتحيزه لصالحهم، برفع بوسترات صوره في عدد من شوارع صنعاء، الأحد، كما قرروا إعادة تسمية شارع الرياض التجاري باسم شارع جورج قرداحي، حسبما أفاد تجّار في الشارع لوكالة “فرانس برس”، ووسائل إعلام محلية.
وعُلقت لافتات ضخمة على أعمدة الإنارة والكهرباء في شوارع بصنعاء تحمل صورة قرداحي، وهو مقدّم برنامج مسابقات تلفزيوني سابقا، وإلى جانبها عبارة “نعم جورج.. حرب اليمن عبثية”.
ودفع موقف قرداحي السعودية إلى سحب سفيرها لدى بيروت والطلب من السفير اللبناني مغادرة الرياض ووقف كل الواردات اللبنانية إليها. واتّخذت البحرين والكويت خطوة مماثلة، فيما قررت الإمارات سحب دبلوماسييها من بيروت.
وأجرى ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، اتصالين هاتفيين، الأحد، بملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، لشكرهما على مواقفهما تجاه قرداحي، وفقا لبيانين نشرتهما وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وشكلت السلطات اللبنانية خلية أزمة وزارية، وعقدت اجتماعا، السبت، بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت، ريتشارد مايكلز. وقال مسؤول سياسي لبناني لفرانس برس إن “الأميركيين والفرنسيين ودول عربية يشاركون في مساعي حل الأزمة”.
وقال وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بوحبيب: “لم يعد هناك وجود للخلية التي “انتهى أمرها” نتيجة فشلها ونحن الآن جميعاً على اتصال مع الرئيس ميقاتي”.
وأضاف بوحبيب في حديثه لـ”الجديد”: “الخلية فشلت لأن الأزمة أصبح أكبر من الوزارات وأكبر من لبنان بسبب عوامل خارجية وداخلية أيضاً وهي لن تجتمع مرة أخرى”.
وتابع, “هناك قساوة سعودية لا نتفهمها فالمشاكل بين أي دولتين يتم حلها عبر الحوار “وما عملنا حوار”. أخاف على جورج قرداحي “أنو يطلع كبش المحرقة” والاحتمال لا يزال موجوداً”.
وأردف, “الحكومة باقية وبحسب ما علمت من الرئيسين عون وميقاتي أن هناك تطمينات دولية لدعمها. التعويل في بقاء الحكومة يبقى على الداخل”.
وتابع وزير الخارجية اللبنانية حديثه قائلًا: “أقول لوزير خارجية السعودية حزب الله مكوّن أساسي في لبنان لكنه ليس كل لبنان ولا يهيمن على لبنان. لن نقبل أن تحل أي أزمة على حساب السعودية أو على حساب لبنان ولتتحرك جامعة الدول العربية وتدعو إلى الحوار”.
وعلى هامش مشاركته في مؤتمر المناخ في غلاسكو، سيلتقي رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، عددا من المسؤولين الدوليين لبحث الأزمة الراهنة.
وتأتي الأزمة الدبلوماسية فيما تعمل الحكومة اللبنانية على إعادة ترتيب علاقاتها السياسية مع دول الخليج، خصوصا السعودية، وتعول على دعمها المالي في المرحلة المقبلة للمساهمة في إخراج البلاد من أسوأ أزماتها الاقتصادية.
وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتورا منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله، وتأخذ على المسؤولين اللبنانيين عدم تصديهم للتنظيم.
وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، السبت، لقناة “سي أن بي سي”: “وصلنا لخلاصة أن التعامل مع لبنان وحكومته الحالية ليس مثمرا.. مع هيمنة حزب الله المستمرة على المشهد السياسي”، لكن الويزر قال إن بلاده ليست في “أزمة” مع الحكومة اللبنانية.
واعتبر أن “تصريحات الوزير هي دليل على الواقع، واقع أن المشهد السياسي في لبنان لا يزال يهيمن عليه حزب الله… الموضوع بالنسبة لنا أوسع من مجرد تعليقات وزير”.