مهلا يا جائحة
بقلم: إيمان حيدر دشتي

النشرة الدولية –

بعد إعلان عودة الحياة إلى طبيعتها في الكويت، مع انخفاض حدة جائحة كورونا وحالات الإصابة، ذلك الإعلان الذي كنا نترقبه ونشك في إمكانية سماعه، لكن بعونه تعالى وبالنية والعزم والإرادة وتوافر القدرة والإمكانية واجهنا الأزمة الصحية، وتم التغلب عليها، وستذهب الجائحة قبل يوم القيامة.

أقول وربما آخرون مثلي مهلا يا جائحة اتركي لنا هذه الأشياء.

فليبق الهدوء الأسري ودفء الحياة العائلية والأوقات المنتظمة والطويلة لتواجد الجميع في المنزل وتبادل الأحاديث والفضفضة الجماعية، مع التفرغ لشؤون الأسرة والتمييز بين الأهم فالمهم بعد التوسع في دوائر العلاقات قبل الجائحة، وما صاحبها من التزامات معنوية واجتماعية ومادية، نتمنى استمرار الاحتفالات بأيام الميلاد والزواج دون تكلف ومبالغة، فيتم كل ذلك بأساسيات الاحتفال فقط دون بهرجة وتنافس مع الآخرين، وتظل كل مناسبة لها خصوصيتها من استعداد ومدعوين والكل سعيد وراض.

لابد أن نعتمد تطبيقات زووم وتيمز وغيرها لاجتماعات العمل وكذلك اجتماعات أولياء أمور الطلبة، فهي تختصر كثيرا من الوقت الضائع في الأحاديث الجانبية والاستئذان من العمل والتزاحم أمام المدارس وطوابير أولياء الأمور للقاء كل معلم، وليستمر فتح المجال وفرصة التعليم عن بعد والتعليم المدمج في الجامعات والكليات والمعاهد واعتماده والاعتراف به من قبل وزارة التعليم العالي، فقد كانت فرصة رائعة لكثيرين تمكنوا من الالتحاق ببرامج دراسية ممتازة والتغلب على صعوبات وموانع السفر أوالالتزامات الأسرية أو التكاليف المادية.

فخلال الجائحة تعرفنا في الكويت على التعليم عبر الإنترنت برغم من قدمه على مستوى العالم، وكيف تطور خلال السنوات الماضية ونحن في غفلة عنه، ذلك التعليم الذي حصل عليه المتعلمون محليا وعالميا، ونحن مازلنا متمسكين بالمدرسة القديمة والقرارات البالية في عدم اعتماد التعلم عن بعد أو أونلاين والتضيق على منتسبيه، على وزارة التعليم العالي عدم طي قرار التعليم عبر الإنترنت والعودة لنظام التعليم التقليدي البحت، بل عليها الاستفادة من التجربة المحلية وكذلك العالمية، وذلك لما كشفت عنه الجائحة من مزايا هذا التعليم، فالمرونة مطلوبة في اعتماد الشهادات والمواد الدراسية خصوصا من الجامعات المعترف بها والعريقة، مع إدخال نظام الدراسة عن بُعد في المراحل الدراسية ولو بصورة تدريجية فالعالم لن يستمر بالنظام التقليدي، علينا تطوير آلية التعليم المدمج على جميع المستويات التعليمية المدرسية والمعاهد المهنية الجامعية والبعثات الخارجية والداخلية والاستفادة من التعليم عبر الإنترنت من جميع جوانبه العلمية والبشرية والمادية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى