على أبواب الشتاء جرعة ثالثة من لقاح كورونا والإنفلونزا في الوقت نفسه
النشرة الدولية –
لبنان 24 – نوال الأشقر –
منذ ثلاثة أسابيع أوصت اللجنة الوطنية للقاح كوفيد 19 بإعطاء الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لكورونا، والبدء بتطعيم الفئات نفسها التي كان لها الأولوية بتناول الجرعتين الأولى والثانية، أي الفرق الطبية والتمريضية، والمسنّين. وزارة الصحة وعبر منصّة كوفاكس، بدأت بإرسال الرسائل لهذه الفئات لحجز مواعيد للجرعة الثالثة، لكن الجدول اليومي الصادر عن وزارة الصحة استنادًا إلى قاعة البيانات Impact، لا يُظهر أنّ الفئات المستهدفة تُقبِل على تناول الجرعة الثالثة، ففي آخر جدول صدر بالأمس، هناك 34.2% تناولوا الجرعة الأولى، 30.3% تناولوا الجرعة الثانية ، فيما لم يتناول أحد الجرعة الثالثة.
أيّ معايير استندت إليها اللجنة العلمية لتوصي بإعطاء الجرعة الثالثة للفئات العمرية 60 وما فوق، في وقت لم تتمكن بعد من تطعيم باقي الفئات العمرية؟ وهل تتوقع اللجنة موجة جديدة من سلالات كورونا في فصل الشتاء؟ وكيف يمكن إقناع المترددين بجدوى الجرعة الثالثة بظل تراجع الإصابات بكورونا؟
يطلق على الجرعة الثالثة من اللقاح “الجرعة المعززة” أو “كوفيد بوستر” (Covid Booster)، وقد أُجريت اختبارات ودراسات في عدد من الدول المتقدمة، أثبتت أنّ المناعة المتأتية من الجرعتين الأولى والثانية تضعف بعد ستة أو ثمانية أشهر، خصوًصا لدى الفئات التي تعاني من أمراض مزمنة ومستعصية. انطلاقًا من نتائج هذه الدراسات طلب تحالف “فايزر- بيونتك” (Pfizer-BioNTech) ترخيصًا لجرعة ثالثة في الولايات المتحدة وأوروبا خصوصًا، كما أوصت بالجرعة الثالثة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA) .
في لبنان استندت اللجنة العلمية إلى هذه الدراسات والتوصيات ، كما يقول عضو اللجنة الفنيّة والعلميّة الخاصة باللقاح ومدير المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء والماء في لبنان الدكتور نزيه بو شاهين في حديث لـ “لبنان 24″، وقررت البدء بالفئات نفسها التي كان لها الأولوية بتلقي اللقاح، أي الطواقم الطبية والتمريضية والمسنّين، وذلك لحمايتهم، فالتجارب أثبتت أنّ هذه الفئات هي الأكثر عرضة للإصابة، وفي الوقت نفسه تسير حملة تطعيم الفئات الأخرى بالتوازي. دكتور بو شاهين لفت إلى أهمية الجرعة الثالثة في لبنان انطلاقًا من معيارين “الأول أنّ الإنفلونزا ينتشر في بداية فصل الشتاء، وأعراضه مشابهة لأعراض كورونا، بما يؤدي إلى ضياع في تشخيص الحالة والحاجة إلى فحوصات. والمعيار الثاني يكمن في الكلفة الباهضة للإستشفاء وفقدان الأدوية وارتفاع أسعارها بشكل كبير، والفحوصات كذلك ليست بمتناول الجميع. ولأنّ الإنفلونزا ينتشر في الشتاء، أوصت اللجنة بإمكانية أن يتناول الفرد اللقاح المضاد للإنفلونزا العادية واللقاح المضاد لكورونا في الوقت نفسه، على أن يُعطى كلّ لقاح بيد. خصوصًا أنّ أعداد الإصابات بدأت ترتفع وكذلك الوفيات من المرضى في العناية الفائقة، أي الذين يعانون نقصًا في المناعة أو أولئك الذين لم يتلقوا اللقاح بعد”.
الجرعة الثالثة وفق الإختبارات حفّزت جهاز المناعة من جديد، ورفعته إلى مستويات عالية بعد مرور فترة تراوحت بين 6 و 8 أشهر على تلقي الجرعة الثانية. بالمقابل هناك دراسات أثبتت أنّ الذين لم يتلقوا الجرعة الثالثة كانوا عرضة للإصابة، واستدعت حالتهم دخول المستشفى، خصوصًا مع موجات دلتا ودلتا بلاس وغيرها، وتبين أنّ الفئات التي ليها نقص في المناعة احتاجت إلى استشفاء بنسبة 89%، 92% منهم احتاجوا لعناية فائقة وتنفس اصطناعي، كما أظهرت الدراسات أنّ من تناول الجرعتين، وأُصيب بكورونا كانت العوارض خفيفة ولم تتطلب حالته دخول مستشفى.
عن خلط اللقاحات لفت بو شاهين إلى أنّ اللجنة العلمية أتاحت الخلط بين اللقاحات استنادًا إلى الدراسات العلمية. ويمكن لمن تناول جرعتين من فايزر أن يختار لقاح أسترازنيكا للجرعة الثالثة، والعكس صحيح، أو أن يتناول الجرعة الثالثة من الصنف نفسه. لكن الفئات التي تناولت لقاح سينوفارم فهي ملزمة بتناول فايزر أو أسترازنيكا.