موجة وبائيّة رابعة ضخمة تضرب أوروبا… بريطانيا تُوافق على دواء مضادّ لـ”كورونا”
النشرة الدولية –
بينما أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها في شأن وتيرة انتشار الجائحة في أوروبا، تُهدّد موجة وبائية رابعة ضخمة “القارة العجوز”، خصوصاً ألمانيا التي سجّلت بالأمس عدد إصابات يومية قياسي مع نحو 34 ألف إصابة جديدة في غضون 24 ساعة. وقال المدير الإقليمي لمنطقة أوروبا في منظمة الصحة هانس كلوغه خلال مؤتمر صحافي: “أصبحنا مجدّداً مركز الجائحة”، مشيراً إلى أن “الوتيرة الحالية لإنتقال العدوى في الدول الـ53 في منطقة أوروبا مقلق جدّاً”، وحذّر من أنّه “إذا بقينا على المسار نفسه قد تُسجّل نصف مليون وفاة إضافية في المنطقة بحلول شباط”.
وعزت المنظمة ارتفاع الإصابات إلى تغطية لقاحية غير كافية وتخفيف إجراءات مكافحة الوباء. وتُفيد بيانات إقليم أوروبا في المنظمة بأنّ عمليات الاستشفاء المرتبطة بالمرض التاجي “زادت عن الضعف في غضون أسبوع”.
ويُسجّل عدد الإصابات اليومية ارتفاعاً منذ 6 أسابيع متتالية في أوروبا في عدد الإصابات والوفيات اليومية، مع حوالى 250 ألف إصابة و3600 وفاة يوميّاً. ويُسجّل الارتفاع الجديد خصوصاً في روسيا (8162 وفاة في الأيام السبعة الأخيرة) وأوكرانيا (3819 وفاة) ورومانيا (3100 وفاة).
من جانبها، أعلنت المملكة المتحدة أنها أصبحت أوّل دولة في العالم تُوافق على عقار “مولنوبيرافير” المضاد لـ”كوفيد 19″ من انتاج مختبرات “ميرك” الأميركية، الذي يُعتبر أداة أساسية في مكافحة الجائحة.
واعتبر وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد في بيان أنه “يوم تاريخي لبلادنا لأنّ المملكة المتحدة باتت أوّل دولة في العالم تُوافق على مضاد للفيروسات يُمكن تناوله في المنزل للعلاج من كوفيد-19″، مؤكداً أن “ذلك سيُغيّر وضع الأفراد الضعفاء والذين يُعانون من قصور في المناعة بتمكينهم قريباً من استخدام هذا العلاج الثوري”.
ووافقت وكالة ضبط العقاقير البريطانية على استخدام “مولنوبيرافير” من قبل الأشخاص الذين يُعانون من أعراض خفيفة إلى معتدلة، ومن عامل واحد على الأقلّ من شأنه تعريضهم بشكل خطر من الوباء، مثل البدانة والسكري وأمراض القلب وتجاوز سن الستين.
وتعمل مضادات الفيروسات مثل “مولنوبيرافير” على خفض قدرة الفيروس على التكاثر، ما يلجم المرض. ومنافع هذه العقاقير مزدوجة، إذ تسمح بتجنّب الإصابة بأعراض خطرة، فضلاً عن أنها تُخفف من احتمال انتقال العدوى إلى مخالطي الشخص المصاب. ويُعطى هذا العقار إلى المصاب في الأيام التي تلي تشخيص إصابته، وهو يُخفض إلى النصف احتمال دخول المستشفى، بحسب ما جاء في تجربة سريرية أجرتها “ميرك”.
وفي سياق متّصل، أبدت وكالة الأدوية الأوروبّية استعدادها لنصح الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستخدام عقار شركة “ميرك” الأميركية “مولنوبيرافير” في حالات الطوارئ.
وفي الولايات المتحدة، أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن أنه سيتعيّن على عشرات الملايين من الموظّفين الأميركيين أن يتلقوا اللقاح بحلول 4 كانون الثاني، وإلّا فسيتعيّن عليهم الخضوع لاختبارات منتظمة.
وتُعتبر هذه الخطوة التي تطال موظّفي الشركات التي يزيد عدد أفرادها عن 100 شخص والعاملين في المجال الطبي والموظفين المتعاقدين مع الوكالات الفدرالية، من أكثر الإجراءات جذرية التي اتخذتها الحكومة الأميركية في محاولة لوقف الوباء الذي يُقوّض الانتعاش الاقتصادي.