ماذا بعد «كورونا»؟
بقلم: د. فاطمة العازمي

النشرة الدولية –

تحدثت في مقال سابق عن إدارة الأزمات وكيفية التعامل معها والاستعداد لها وضرورة وجود مركز متخصص لإدارة الكوارث والأزمات على اختلاف أنواعها، وكان هذا قبل أشهر قليلة من جائحة كورونا في أكتوبر 2019.

كما تحدثت أيضا في مقال سابق وبعد ظهور فيروس كورونا في الصين وانتشاره ببعض الدول وقبل وصوله الى الكويت بأسابيع قليلة محذرة منه (ماذا أعددنا لكورونا؟).

والآن ونحن بفضل الله ثم بهمة وعزيمة وتضحيات كوادرنا الطبية والتمريضية والمساندة من مواطنين ومقيمين، وبتعاون كافة جهات الدولة، استطعنا أن نسيطر تقريبا على هذا الوباء ونقترب من تحقيق المناعة المجتمعية الكاملة.

ولعل هناك دروسا كثيرة تعلمناها من هذه الأزمة الصحية التي عمت العالم أجمع وأتمنى أن نعالجها في القريب العاجل:

٭ معالجة الخلل في التركيبة السكانية ومحاربة تجار الإقامات ومعالجة أوضاع مخالفي الإقامة والتخلص من العمالة الهامشية وذلك لأسباب عدة، منها أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية.

٭ الاهتمام بالتعليم وتطوير المناهج والتأكيد على أهمية التخصصات الطبية وتشجيع الشباب الكويتي معنويا وماديا على الانخراط بها وخاصة مع وجود الكليات والمعاهد المتخصصة في التعليم التطبيقي والجامعة ومواكبة آخر التطورات التكنولوجية والحرص على مواءمة المخرجات مع سوق العمل.

٭ رفع مستوى الأمن السيبراني، فقد تحول العالم خلال هذه الأزمة إلى العمل والتعليم عن بعد وأصبح الاعتماد على الإنترنت والتحول الرقمي ضرورة ملحة، مما يؤكد ضرورة رفع مستويات الأمن السيبراني وحماية سرية المعلومات من الاختراق.

٭ الأمن الغذائي والاكتفاء ذاتيا من احتياجات السكان من الموارد والسلع الغذائية الأساسية، فالحيازات الزراعية يجب أن يتم استغلالها للزراعة وليس كمحطات استراحة فليس هذا هو الهدف منها. وأن نسعى الى تحقيق أمن غذائي قوي يزيد عن احتياجاتنا خصوصا في وقت الأزمات والكوارث.

نحن قبل «كورونا» لسنا كما نحن أثناءها وبعدها، فكل ما واجهناه من ثغرات وعثرات يجب ان نتلافاها نهائيا.

لقد أثبتت أزمة كورونا أن هناك من يعمل بصمت وإخلاص وجهوده واضحة وله منا كل التقدير والاحترام، كما أثبتت ان هناك من يتكسب من الأزمات وهو نموذج نتمنى زواله بعد انجلاء هذا الوباء، وبدلا من أن نسمع من المسؤولين (سوف نعمل وسوف.. وسوف..) نريد كلمات مثل (أنجزنا.. حققنا.. عملنا)، فأمنياتنا كثيرة وثقتنا بقيادتنا الحريصة على أبنائها كبيرة، والكويت تستحق منا الأفضل دوما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى