ضغوط دولية لإنهاء الفراغ الدستوري في الصومال
النشرة الدولية –
بحث المبعوث الأممي إلى الصومال، جيمس سوان، الأحد، مع رئيس وزراء الصومال، محمد حسين روبلي، ورئيس لجنة الانتخابات الفيدرالية محمد حسن عرو، استكمال محطات الانتخابات وإنهاء العراقيل التي تقف في وجه الاستحقاقات المتعثرة.
يأتي اللقاء ضمن ضغوط دولية تتواصل لإنهاء حالة الجمود وإنقاذ البلاد من فراغ دستوري يضر مساري بناء الدولة والمصالحة الوطنية الشاملة بعد انتهاء ولاية الرئيس محمد عبدالله فرماجو في فبراير الماضي.
وشهد الصومال في العام الجاري أزمة سياسية، بعد فشل خطط إجراء الانتخابات التي كانت مقررة في فبراير الماضي بسبب عدم الاتفاق بين القوى السياسية داخل البلاد على كيفية تنظيمها، ثم انهيار المحادثات بين حكومة مقديشو والقادة المحليين في أبريل الماضي.
وطلب فرماجو في هذا السياق من المشرعين تمديد ولايته لمدة عامين ما أدى إلى اندلاع اضطرابات اجتماعية واشتباكات في مقديشو، واضطر الرئيس المنتهية ولايته إلى التخلي عن خططه وكلف رئيس الوزراء بقيادة الاستعدادات لإجراء انتخابات غير مباشرة هذا العام، وفقا للاتفاق المبرم في 17 ايلول 2020.
والإثنين الماضي، انطلقت انتخابات مجلس الشعب الصومالي في مقديشو والأقاليم الشمالية دون شروع باقي الولايات في الانتخابات النيابية لإنجاز المجلس الذي سينتخب رئيس الجمهورية.
وأقرت في السابق ثلاثة جداول زمنية للانتخابات الفيدرالية منذ 29 تموز ثم تعثر المسار حتى اليوم وسط ضغوط خارجية وداخلية لإنهاء حالة الفراغ الدستوري.
والجمعة، دعت 15 دولة وعدد من المنظمات والتكتلات السلطات الصومالية إلى تسريع وتيرة إجراء الانتخابات في البلاد.
جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته البعثات الدبلوماسية لكل من الاتحادين الأفريقي والأوروبي، ومنظمة التنمية في شرق أفريقيا “إيجاد”، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، و10 دول أوروبية، و4 دول أفريقية إضافة إلى كندا.
وقال البيان إن المجتمع الدولي يشعر بقلق عميق إزاء استمرار التأخير في العملية الانتخابية الصومالية.
وأضاف أن البداية الأخيرة لعملية التصويت في مجلس النواب هي تطور إيجابي، إلا أن الجدول الزمني للانتخابات لا يزال متأخرًا كثيرًا عن الموعد المقرر ويحتاج إلى التعجيل.
وشجع البيان الحكومة الصومالية والولايات ولجان الانتخابات الفيدرالية على التقدم بسرعة لاستكمال انتخابات مجلس الشعب الشاملة وذات المصداقية قبل نهاية عام 2021، مع الحفاظ على حصة للمرأة تبلغ 30%.
واليوم الأحد، التقى المبعوث الأممي للصومال، جيمس سوان، مع كل من “روبلي” و”عرو” في اجتماع بحث ضرورة دفع عملية الانتخابات المتعثرة إلى الأمام فورا، وسبل الدعم الفني والمادي الذي يستطيع المجتمع الدولي تقديمه.
وفق بيان للحكومة الصومالية، فإن المبعوث الأممي ورئيس الوزراء اتفقا على “ضرورة الإسراع في استكمال الانتخابات العامة دون مزيد من التأخير”.
كما حث رئيس الوزراء مجددا رؤساء الولايات إلى الشروع في إجراء انتخابات مجلس الشعب الفيدرالي (النواب) في أسرع وقت ممكن.
والسبت، أعلن رئيس لجنة الانتخابات الصومالية أن الاقتراع النيابي سينطلق رسميا الأسبوع المقبل.
وقال “عرو”، في تصريحات صحفية، إن الاستعدادات للانتخابات البرلمانية اكتملت وبدأت الانتخابات في مقديشو، الإثنين الماضي، وستبدأ الأسبوع المقبل في الدوائر الانتخابية بالولايات الإقليمية.
وأضاف أن لجنة الانتخابات الفيدرالية ستنقل جميع المعدات الفنية لإجراء الانتخابات إلى الولايات خلال الأسبوع الحالي، خاصة أوراق الاقتراع وصناديق الاقتراع وغيرها من المعدات الأساسية الأخرى.
وأشار إلى أنه “متفائل بإكمال انتخابات مجلس الشعب سريعا”، لافتا إلى إتمام الاستعدادات الفنية والأمنية للانتخابات على المستويين الفيدرالي والإقليمي.
وأوضح أن “العملية الانتخابية تتأخر منذ فترة طويلة، لكن التفاؤل جيد الآن، وقررنا مع رؤساء الولايات ولجان الانتخابات المحلية في كل ولاية، إجراء الانتخابات النيابية في أسرع وقت ممكن”
الأكاديمي الصومالي، عبد الولي شيخ محمد، قال إنه “من وجهة نظري، يمكن لضغط المجتمع الدولي أن يفعل المزيد للانتخابات البرلمانية حيث إنهم لديهم تأثير كبير على عملية الانتخابات الصومالية”.
وأضاف شيخ محمد، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”: “أعتقد أن هناك حاليًا استعدادًا إلى حد ما لإجراء انتخابات مجلس النواب حيث تم حل سوء التفاهم بين الرئيس ورئيس الوزراء”.
وأوضح أنه تم حل معظم التحديات والمخاوف بين الأطراف السياسية، لافتا إلى أن الشاغل الرئيسي الآن هو إمكانية إجراء انتخابات نزيهة وحرة وشفافة، فلم تكن انتخابات مجلس الشيوخ شفافة في الغالب، ويخشى الصوماليون اتباع نفس العملية في انتخابات مجلس النواب.
وتوقع عدم تأجيل الانتخابات النيابية بسبب قلق المجتمع الدولي بشأن المزيد من التأخير في الانتخابات، “لا يوجد خيار آخر سوى تسريع عملية الانتخابات”.
وأكد على أن الصوماليين يتطلعون إلى الانتخابات وكيفية تنفيذها، إنهم يرغبون في انتخابات سلمية وشاملة، لافتا إلى أن هناك أمرا واحدا يتفق عليه الجميع هو أن هذه الانتخابات هي الأكثر أهمية خلال السنوات الماضية.