صورتنا المشوهة
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

أغلبية دول العالم، خصوصاً تلك التي تملك ميزانيات جيدة، ومواهب ضمن كوادرها الشبابية، تحاول دائماً ترسيخ صورة ايجابية، قوية، ومتميزة عن البلد، وأبنائه، من خلال الانتاج الإعلامي، إلا نحن، فقد رسخ اعلامنا، من مسلسلات وبرامج، وحتى سوشيال ميديا مؤخراً، صورة بشعة عن الكويت!

وهنا، لا أقول إن وسائل الاعلام يجب أن تحجب المخالفات والصور السلبية، بل على العكس، نؤمن ونؤيد دور الاعلام في معالجة اختلالات المجتمع، الا انني أتحدث عن ترسيخ هوية كويتية قوية وايجابية من خلال الانتاج الدرامي، بل وحتى من خلال السينما، التي برز بها شبابنا مؤخراً.

فللأسف الشديد، اقتصرت مسلسلاتنا على خلافات مالية، ومعالجات ركيكة لقضايا المجتمع، فخلقت صورة نمطية سلبية عن الكويتي، شاباً وشابة، لدى الآخرين، بدل أن تظهر حقيقة الشعب الكويتي، بسماته المميزة، شهامته، طيبته، كرمه، غيرته على وطنه، وغيرها من مميزات، الا أنها ابتعدت عن هذه القاعدة وركزت فقط على من شذ عنها، وكأن الجميع مدمن، أو حرامي، أو يتصارع مع إخوته على إرث أو غيرها من شواذ عن القاعدة.

وبرغم أن لدينا محطات تاريخية بارزة في الكويت، أظهرت تكاتف الشعب الكويتي، وحميته على وطنه، فإن انتاجنا الدرامي فقير جداً في اظهار هذه المحطات، فهل يعقل اننا بعد ٣٠ سنة من الغزو العراقي الغاشم، لم ننتج فيلماً سينمائياً يوثِّق كيف احتلت أرضنا، وقاوم شبابنا!

ولعلنا في منطقة تمتلك الكثير من النماذج التي من الممكن الاقتداء بها، فعلى سبيل المثال استطاعت الدراما التركية خلال السنوات العشر الاخيرة أن تحقق أمرين لمصلحة تركيا، انعاش السياحة عبر الدراما الاجتماعية الحديثة، وترسيخ فكرة الدولة القوية ذات العمق التاريخي عبر الانتاج التاريخي لمسلسلات تظهر قوة الدولة سابقاً، وكم كنت أتمنى أن نستفيد من التجربة التركية في انتاجنا الدرامي، وأن نحذو حذوها في ترسيخ صورة ايجابية عن الكويت، تبقى لأجيال مقبلة.

وللأسف الشديد، ما زالت الدراما الكويتية في أغلبية الأحيان مشوهة، ومعظمها تنقل صورة خاطئة عن المجتمع الكويتي، بل وأحياناً منفرة، في ظل غياب تام لأي انتاج تاريخي عن الكويت بصورة احترافية!

على صعيد شخصي، أتأمل خيراً بما يشهده تلفزيون الكويت من تطور ملحوظ بعد أن تسلم وزارة الاعلام الشاب الوزير عبدالرحمن المطيري، وكم أتمنى أن ينعكس هذا التطور الذي نشاهده، خصوصاً في القناة الأولى، على الانتاج الدرامي، سواء عبر وزارة الإعلام أو القطاع الخاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى