نكاية بحيفا وأشدود وتل أبيب لبنان يُقفل أوتوستراد العرب
بقلم: اكرم كمال سريوي

نكاية بحيفا وأشدود وتل أبيب لبنان يُقفل أوتوستراد العرب

النشرة الدولية –

الثائر نيوز –

زار وزير خارجية إسرائيل السابق يسرائيل كاتس عام ٢٠١٩ الإمارات العربية، طارحاً مشروع إحياء خط سكة حديد الحجاز التاريخي بين السعودية وفلسطين المحتلة، وزار الأردن لهذه الغاية عدة مرات، وبدأت إسرائيل تنفيذ قسم من المشروع الذي أصبح جاهزاً وصولاً إلى الحدود الأردنية .

وفيما يحمل المشروع عنوان «تعزيز السلام الأقليمي» تُقدم إسرائيل جملة مغريات إلى الدول العربية عارضةً الأهداف والميزات التالية :

١- سيوفر هذا الخط طريقاً آمناً وبتكلفة أقل لحركة التجارة من دول الخليج العربي إلى البحر المتوسط، بعيداً عن الخطر الإيراني والحوثي في مضيقي هرمز وباب المندب .

٢- سيزيد حجم التبادل التجاري الذي ستستفيد منه كافة دول الخليج والأردن، ويضاعف المبلغ حوالي أربع مرات حتى يصل عام ٢٠٣٠ إلى ما يقارب ٢٥٠ مليار دولار.

٣- سيتم إنشاء ميناء بري حديث في الأردن، وهذا سيعزز الاقتصاد الأردني ويسهل حركة التجارة فيه.

٤- إضافة إلى ربط مينائي حيفا والجُبيل السعودي، سيتفرّع عن خط الحجاز خطوط عديدة أُخرى، إلى ميناء الدمام، وباتجاه؛ الإمارات،والبحرين، وعمان، والكويت، والعراق.

٥- سيسهّل هذا الخط حركة العبور والنقل بين أوروبا وأمريكا ودول الخليج العربي، وسيزيد من النمو الاقتصادي لدول المنطقة.

٦- سيستفيد الفلسطينون من هذا المشروع، الذي يتفرع منه خط إلى الضفة الغربية، مما سيعزز الاقتصاد الفلسطيني

٧- سيعزز هذا المشروع فُرص السلام في المنطقة، ويفتح الباب لاحقاً لتوسعته باتجاه مصر والدول الأفريقية .

 

فيما أنجزت إسرائيل الجزء الممتد من حيفا إلى معبر الشيخ حسين على الحدود الأردنية من مشروعها، أوقف لبنان العمل في الأوتوستراد العربي، الذي كان قد بدأ العمل به سنة ٢٠٠٧ ، ولكنه ما زال عالقاً في أكثر من نقطة، خاصة في مجدل عنجر وجديتا بسبب الخلاف على تخمين الاستملاكات، ورفضِ المواطنين إخلاء منازلهم، إضافة إلى تعرّض الطريق للانزلاقات الجبلية بعد تنفيذه بين تعنايل وجسر النملية، وقد قدّرت شركة ألمانية-تركية تكلفة معالجة هذه الانزلاقات ب ١١٠ مليون دولار، مع العلم أن تكلفة هذا القسم من الأوتوستراد كانت مقدرة ب ١٢٠ مليون دولار فقط ، أما القسم المتبقي وصولاً إلى بيروت فلم يتم البحث به حتى الآن وسوف يتأخر لسنوات طويلة.

ليس هذا هو العائق الوحيد، بل نكاية بالمشروع الإسرائيلي في خط الحجاز؛ تم تدمير مرفأ بيروت، ويجري تهديد الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب بشكل شبه يومي، والآن تستكمل السلطة اللبنانية عملها الدؤوب بقطع التواصل بين بيروت ودول الخليج، وإقفال أوتوستراد العلاقات مع العرب بالكامل.

يكرر رئيسا الجمهورية والحكومة معزوفة تمنياتهما بأفضل العلاقات مع الدول العربية الشقية، فيما يهاجم فريق لبناني علناً حكام السعودية والخليج، ويساند الحوثيين الذين يقصفون السعودية بالصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع، غير آبه بمصالح لبنان واللبنانيين الذين يعملون في تلك الدول.

الإعلامي الذي يصف التدخل السعودي في اليمن بالاعتداء وقصف الحوثيين للسعودية بالدفاع عن النفس، يُكافأ بتعيينه وزيراً للإعلام، ورأس الدبلوماسية اللبنانية يصب زيت عبقريته على نار الأزمة فيقول: «اذا استقال قرداحي شو راح يطلعلي من السعودية… ولوما في سوق للمخدرات بالسعودية ما كان بيتهرب من لبنان» وبعد هذا كله نلوم السعوديين ونقول هناك مؤامرة على لبنان .

نعم هناك مؤامرة على لبنان وشعبه، لكن مَن المتأمر؟

سياسي باع وطنه خدمة لمصالح الآخرين، وحاكم فاسد سرق المال العام ودمر علاقات لبنان مع الدول الصديقة و أشقائه العرب، وهمه الوحيد منصب رئاسي أو وزاري ، فهل هذه هي الوطنية؟

فصاحة ما بعدها فصاحة !

فهم يحدّثونك عن فلسطين والعروبة والكرامة والسيادة ولشدّة حماستهم تخال نفسك هبطت من عالم آخر ولست انت بمواطن مظلوم، بل خائن تبحث عن مصلحة لبنانيين يركضون خلف لقمة العيش في دول الخليج، وغافل عن مصلحة الوطن فيما هم يرددون مع أبي ليلى المهلهل : «لست بخالعٍ سيفي وترسي إلى أن يخلع الليل النهار» حتى تحرير كامل فلسطين.

جماعة من تجار الوطن والعروبة، لم يُقدّموا للناس شيئاً سوى الفقر والتجويع والقتل والإهانة والتعدي على الحرية والكرامة، وآخر فصولهم إصرار على قطع علاقات لبنان مع أشقائه العرب نكاية بحيفا وأشدود وتل أبيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى