مخرجات مغربيات يتطلعن لتغيير “الصورة النمطية” يعرضن أفلامهن في “مهرجان سلا”

النشرة الدولية –

أتاح المهرجان الدولي لفيلم المرأة، الذي يُسدل الستار على فعالياته، السبت، في مدينة سلا المغربية في دورته الـ14، منصة لعدد من المخرجات الشابات لعرض أفلامهن ومناقشتها، منتهزات الفرصة للتعبير عما يدور في عقول صانعات السينما الجدد في المغرب.

وشمل قسم (نافذة على الفيلم القصير المغربي) ستة أفلام لمواهب نسائية شابة تم إنتاجها خلال أعوام 2019 و2020 و2021 بهدف دعم هؤلاء المخرجات وتوفير مساحة أكبر لمشاهدة أعمالهن.

وقالت المخرجة لينا اعريوس، التي تشارك في المهرجان بفيلم (سراديب الغضب) إنها تأمل أن تحقق هذه النافذة رؤية أعمق لأفلام المخرجات المغربيات وكذلك تغيير الفكرة النمطية الراسخة عن خوض المرأة غمار العمل السينمائي دفاعا عن قضاياها فقط.

وقالت إنه ”بالرغم من أنني أدافع عن قضايا المرأة لكن لا أحب أن تلاحقني هذه المواضيع في كل شيء وتقيدني في عملي“، مضيفة ”كما للرجل الحق في التطرق لجميع المواضيع في أفلامهم كذلك النساء“.

وأوضحت اعريوس، اليوم السبت، أن النظرة للمخرجة العربية بشكل عام تحتاج إلى إعادة صياغة ليست في المنطقة فحسب بل في الخارج أيضا، مبينة أن ”الغربيين ينتظرون من امرأة قادمة من بلد عربي مسلم نوعا معينا من المواضيع“.

وأضافت: ”ليس بالضرورة أنني قادمة من بلد مسلم عربي أن أكرر نفس قصص المرأة المعنفة والمقهورة، هذا يجعل المخرج كالمتسول، يستجدي بمثل هذه المواضيع“، ومضت قائلة: ”لا أحب خطاب الضحية، كوني امرأة أنا فخورة بذلك، ولن أتسول بها“.

ويتناول فيلم (سراديب الغضب) حياة مزرية لعائلة كانت تعيش من العمل في منجم للفحم قبل أن يغلق وتضطر العائلة إلى مغادرة القرية وهو يعيد للذاكرة مأساة مدينة جرادة النائية في شرق المغرب التي هزتها أحداث اجتماعية قوية أواخر عام 2017 وامتدت إلى عام 2018 بسبب إغلاق مناجم الفحم الحجري التي كانت تمثل مصدر الدخل الرئيسي للسكان.

وتملك لينا في رصيدها بضعة أفلام منها الفيلم الطويل (الاستراحات) وفيلم مشترك (المقامر) وفيلم (ابتسامة الملعونين) كما حازت على عدة شهادات جامعية بجانب ممارستها لكتابة السيناريو جنبا إلى جنب مع الإخراج.

وحصل فيلمها (سراديب الغضب) على جائزة لجنة التحكيم في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة عام 2020.
أما المخرجة مريم عبيد، التي شاركت في إخراج عدد من الأفلام المغربية والأجنبية فجاءت إلى المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا بالفيلم القصير (جنة) وهو رومانسي اجتماعي.

ويتناول الفيلم قصة حب عفوية بين جنة وآدم اللذين يعيشان في قرية نائية ويفرقهما التجنيد الإجباري الذي يتعين على آدم تأديته.

وقالت مريم إن ”مخرجات الأفلام المغربيات بصفة عامة يتقاسمن نفس الحلم ونفس الهاجس ويواجهن نفس العراقيل“، لكن هن قادرات على التعبير عن مختلف القضايا وليست قضايا المرأة فحسب.

وأضافت أن أكثر ما تخشاه أي مخرجة ”أن تبتعد عن موضوع فيلمها الأساسي إذا أدرجت موضوعا يهم المرأة في فيلمها، فتدخل في نوع من البروباجندا ولعب دور الضحية والنضال في قضايا المرأة حتى وإن لم تقصد، وتلصق بها تهمة الدفاع عن قضايا المرأة حتى دون قصد“.


ويشمل برنامج الفيلم القصير المغربي أيضا فيلم (أخو) للمخرجة آسية الإسماعيلي، وهو يتناول شخصية تراثية ثقافية مشتركة بين جميع مناطق المغرب، وتسمى محليا “ باجلود“ في المناطق العربية و“أخو“ بلهجة أهل الجنوب الأمازيغية.

وتحتفل هذه الشخصية بعيد الأضحى بطريقتها عن طريق جمع جلود أضاحي العيد ولبسها في احتفالية وهو ما وجدت فيه آسية مادة ثرية لصنع فيلمها الأول بعدما عملت لسنوات بمجال تصميم أزياء السينما.

وتشارك آسية الهواجس نفسها مع لينا ومريم وتتقاسم نفس الطموح، فكل ما تسعى إليه أن تطوع السينما كأداة للتعبير عن الإنسان بشكل عام كما لو كانت مجموعة من ألوان ولوحة للرسم.

وقالت ”السينما بالنسبة لي كالتشكيل والرسم، إنها فرصة للتعبير ومشاركة وجهة نظري مع العالم“، مضيفة ”هدفي كان أن أشتغل على جمالية الفيلم وأن أكتشف كيف يصنع الفيلم بالرغم من أنني اشتغلت في السينما كمصممة أزياء لكن الإخراج شيء آخر“.

وتابعت الهواجس قائلة ”بالرغم من كل العراقيل التي تحدثت عنها زميلاتي، أطمح إلى إخراج أفلام أخرى في المستقبل، وبصدد تصوير فيلم جديد، لأنني وجدت نفسي محتاجة أن أتعرف على الصورة بشكل أو بآخر“.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى