وزير بالتجربة والخطأ!
بقلم: إيمان حيدر دشتي

النشرة الدولية –

يبدو أنه خلال السنوات القليلة القادمة سيحصل نصف رجال الكويت على لقب وزير سابق! وقد تحصل نسبة قليلة من النساء الكويتيات على هذا اللقب «وزيرة سابقة»، مادامت وتيرة اختيار سيدة أو سيدتين في كل تشكيل وزاري استمرت، وهذه النسبة نتيجة قصر عمر أي تشكيل وزاري بسبب الأزمات السياسية وضعف الأداء، وهشاشة صمود بعض الوزراء أمام الاستجوابات.

بالرغم من تكرار جملة «وايد رفضوا الوزارة»، فإن لقب وزير أو وزيرة سابق حلم وهدف لعدد لا بأس به من الأشخاص، حتى وإن لم يترك بصمة خلال فترة توزيره المنشودة، سواء كانت الأسباب لسوء إدارته أو قصر مدة تكليفه.

ومع استقالة الحكومة الكويتية، ورغم وجود توقعات بتأخر التشكيل الوزاري، فإن الكثيرين يترقبون هذه التشكيلة الوزارية، والتكهنات بالشخصيات المرشحة، وبورصة أسماء الوزراء المتوقعة، وذلك لحساسية وأهمية المرحلة والتحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد علاوة على العقبات الفنية والإدارية في واقع العمل الوزاري.

لا نعلم إن كان التغيير الذي سيجري على نسبة كبيرة أو صغيرة من أسماء الوزراء الحاليين واستبدالهم.

ما نود الإشارة إليه أن حمى الشهادات والألقاب التي أصابت البعض انتقلت إلى الخيارات الحكومية، فليس بالضرورة أن تكون تعيينات الوزراء من الأكاديميين، حيث أثبتت تجارب البعض منهم، أنهم كانوا بعيدين عن الواقع الميداني، فبعض الأكاديميين يتمتعون بخبرة نظرية علمية وهي أحيانا قد لا تكون عملية وذات مرونة، خصوصا من حامليها الذين لم ينخرطوا في مهام وخبرات تنفيذية وإدارية.

التمسك بشخصيات لمجرد امتلاكها الألقاب سواء الأكاديمية أو العائلية، لن يفيد أو ينفع في تطوير العمل الوزاري، أو تنفيذ خطة وبرنامج عمل الحكومة، فكيف لهذه الألقاب من دون خبرة ميدانية التعامل مع ما ستصطدم به من حقائق وعثرات وتحديات العمل الحكومي الوزاري، فهذا العمل بالإضافة إلى الشهادات والألقاب والعلوم يحتاج إلى خبرة عملية واحتكاك حقيقي. فبعض الأكاديميين الذين عملوا في صميم تخصصهم، لا يقبلون النقد ولم يتعودوا عليه ولا يتحملونه، ولامتلاكهم العلم في تخصصهم قد لا يدركون أن ارتكابهم بعض الأخطاء في العمل الوزاري أمر وارد، في حين أن تحمل النقد وعدم الخوف من ارتكاب الأخطاء من أولى وأهم الصفات التي يجب على أي وزير أن يتصف بها، بالإضافة إلى الخبرة والتمرس في العمل العام.

في النهاية، الوزراء المرتقبون سواء كانوا أصحاب ألقاب أو لم يكونوا، فأداؤهم سيكون مرآة وصورة الحكومة بشكل كامل، فلا مجال وليس هناك متسع من الوقت لاختيارهم بطريقة «التجربة والخطأ».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى