إنه الحسين
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
رحمك الله سيدي .أحبك الشعب في حياتك، ولم تغب عن ذاكرته بعد مماتك، ولم تغب عن عقولهم في زحمة الحياة بفضل الدروس والعبر التي عايشوها معك، ويتذكرون رحلة البناء الشاقة حين تحول الأردن لوطن الإخاء والإرتقاء، وساروا على دربك في صناعة النهضة والمواقف، وتحدينا الصعوبات الجديدة التي اعتدنا عليها في المواقف السياسية والاقتصادية، وتزايدت الخبرات لتعمر وطننا الاردن وأوطاناً أخرى، واستثمر رأس المال الاجنبي والمحلي في المشاريع الوطنية ، وحين ارتج العالم صمد الوطن ولم يهتز كما اهتزت بقية دول العالم، وصمد الوطن بقيادة بوريث عرشك وتلميذك وتلك الآيادي المتوضئة التي دربتها على سُبل القتال والدفاع عن الوطن…
هو التاريخ يا سيدي لا يكذب، هو التاريخ من يُظهر الحق الأبلج في عمر البشرية، هو التاريخ الذي يقول إنك رحمك الله صاحب الإنتصار الأول على الصهاينة، وصاحب الباب المفتوح الذي لم يُغلق في وجه العرب، وصاحب الصيت الذائع على لم الشتات العربي في بلد الوفاق والإتفاق، وصاحب الموقف التاريخي لنصرة الأشقاء العرب في دعم قضاياهم، وأنت يا سيدي فارس فرسان السياسة العربية ومعلمهم الأول، وصاحب الحظوة في شتى دول العالم لقوة حجتك وسديد رأيك ورجاحة عقلك، فقد كنت يا سيدي طريق الاردن للعالم لتعرفنا البشرية بالحسين بن طلال رحمه الله.
هما البناء والنهضة اللذين عايشناهما مع جلالتك، فالجامعات شُيدت والمستشفيات تسابقت لعلاج المرضى، والمدارس نهضت وأصبحت في كل مكان، هي نهضة شمولية سبقنا بها جميع أصحاب الأموال من دول الأمة، وارتقينا في التعليم والصحة حتى أصبحنا طموح وأمل شعوب عديدة، هو البناء السياسي حين أعدت ووضعت أسس الحياة السياسية في الأردن وأطلقت الحريات، والأهم يا سيدي أنك كنت من الشعب ومع الشعب، فأحبك الشعب كأب حنون وأخ كالسد سندا، فأبكيت القلوب والعيون برحيلك، لتبقى ذكراك خالده في الروح والعقل، فأنت أبو عبدالله الذي يقود الوطن في عصر الصعوبات والتخليات العربية عن آمالهم وطموحهم، لكن هذا الشبل من ذلك الاسد يسير جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين على ذات الدرب رغم التحديات ولا يعطي الدنية في وطنه، فجلالته تلميذ نجيب في مدرسة الحسين، ثم يسألوننا لماذا نعشق الحسين وأسرته، لنقول لهم إنه الحسين.
رحمك الله يا سيدي وأدخلك جنانه