أما للبيئة من حقيبة؟!
بقلم: د. فاطمة العازمي

النشرة الدولية –

يعاني العالم بأكمله من التلوث، ويعد تلوث البيئة من التحديات الخطيرة التي يواجهها عالمنا اليوم والتي تستدعي تضافر كافة الجهود الدولية للحد من آثارها السلبية، ليس فقط على البشر وحدهم، بل على جميع الكائنات الحية والنباتات التي تشاركنا العيش على هذا الكوكب.

فكثرت الندوات والملتقيات والمؤتمرات التي تنادي بضرورة المحافظة على البيئة وتعديل وتغيير سلوكياتنا وتصرفاتنا تجاهها، حيث إن الإنسان شريك أساسي في تدمير البيئة وتلوثها، إضافة إلى العوامل الطبيعية الأخرى كالبراكين والفيضانات وحرائق الغابات غير المفتعلة والكثير الكثير الذي لسنا بصدد تكرار الحديث عنه.

نحن في الكويت لسنا بعيدين عن كل أنواع التلوث البيئي فتقارير منظمة الصحة العالمية تشير إلى ذلك. فالاحتباس الحراري أدى إلى ارتفاع ملحوظ بدرجات الحرارة وشح الأمطار وندرة الغطاء النباتي مما أثار الغبار والعواصف الرملية، كما أننا ما زلنا نعاني من تداعيات إحراق آبار النفط إبان الغزو العراقي للكويت في عام 1990، إضافة إلى ما تعانيه البيئة البحرية من تلوث وتأثيره على تواجد الأسماك وتنوعها وكميتها والتزايد المستمر في نفوقها. فنحن نعيش في إقليم يعاني من التلوث.

إن المحافظة على البيئة مسؤولية تشارك بها جميع السلطات في الدولة من سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية، وهي مسؤولية البيت والمدرسة والعمل، وهذا يتطلب اهتماما حكوميا كبيرا وإيجاد تشريعات برلمانية للحد من هذا التلوث الذي نعاني منه ويهدد الأجيال القادمة.

والآن وبعد صدور الأمر الأميري بتعيين سمو الشيخ صباح الخالد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء وتكليفه بتشكيل أعضاء الحكومة الجديدة، نتمنى له التوفيق في اختيار الكفاءات التي تضع مصلحة الكويت فوق أي مصلحة شخصية.

ونظرا لما للمحافظة على البيئة من أهمية كبرى لمستقبل الأجيال وارتباطها بالتنمية الاقتصادية للبلاد، نتمنى أن يحظى هذا الجانب بالاهتمام البالغ من سموه وأن نرى في التشكيل الوزاري القادم اسما ووجودا للبيئة في إحدى الوزارات، كوزارة النفط والبيئة أو البلدية والبيئة أو الصحة والبيئة أو أي وزارة لها علاقة بالبيئة، أو أن تتبع الهيئة العامة للبيئة مجلس الوزراء مباشرة نظرا لأهميتها وأهمية الدور الذي تقوم به.

ففي التشكيل الوزاري السابق تمت إضافة كلمة «الثقافة» لوزارة الإعلام لتصبح «وزارة الإعلام والثقافة» إيمانا بأهمية الثقافة.

٭ كلمة أخيرة لسمو الشيخ صباح الخالد:

نتمنى على سموكم الاهتمام بوزارة التربية والتعليم على وجه الخصوص، فهذه الوزارة بحاجة إلى ثبات واستقرار.. فمن غير المعقول أن تشهد هذه الوزارة ما يقارب العشرين وزيرا منذ التحرير في عام 1991 حتى الآن.

أعان الله سمو رئيس مجلس الوزراء ووفقه وحفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها وكل المقيمين على أرضها من كل شر ومكروه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى