ً كؤوس ترفع الرؤوس وكؤوس تنكس النفوس
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
الكؤوس أنواع وتستخدم في مناسبات متعددة، ولكل منها مذاق وطعم يختلف عن الآخر ولكل منها هيبته، فكأس الحنظل مع العزة والكرامة يختلف بقيمته عن كأس الحياة بذلة، وكلاهما يختلف عن الكؤوس التي تدور في الرؤوس وتجعلها غير قابلة للإستقرار فوق الأكتاف، وهناك كأس العالم وكأس العرب لكن أجملها وأروعها كأس الشجاعة والكرامة الذي يُولد الحرية والاستقلال والنصر.
كؤوس نتسابق إليها ونسينا كأس الموت والكل شاربه، ونسينا كأس النصر والحرية حين يلتقي الأهل بالأهل بعد خروج العدو، وأغفلنا كأس العزة لنتسابق على كؤوس اللهو من خمور منوعة الصناعة والطعم والتأثير، وأصبحنا نقدس كؤوس كرة القدم حتى خطفت ما بقي من عقول أمة عبث الغرب بفكرها وجعل للهزل قوانين فيها وترك الجد بلا قوانين، لتنتقل البطولة من ميدان العزة حيث الرجال تقابل الرجال للذود عن حقوق وحماية واسترداد أوطان إلى ملاعب تكلف المليارات لشعوب بعضها لا يجد ما يقتات .
الكأس اليوم أفرغ من معناه وأصبح مجرد وهم يصنع للحالمين تاريخ في عالم اللافائدة والإنتاج، الكأس في كرة القدم لن يطعم المواطنين ولا يُخرج لهم النفط والغاز، والكأس لن يسمح للحناجر بالمنادةً بالحرية وصراخ المشاهدين في المدرجات لا يرتقي بالاوطان، وينتهي حوار اللاعبين برابح وخاسر ليخرجان ليكملا السهر بعيداً عن صخب الملاعب بهدوء، ففي كؤوس الأوهام تكثر الكوابيس وفي كؤوس العز يتم بناء الامل والاحلام.
فلا تمنحوا صخب الحياة مكانة تفوق مكانة فعل الخير والرجال، وابحثوا عن النصر في داخلنا وحياتنا ولأجل أوطاننا،فالكؤوس تتنقل بين الأيادي لكن العزة تعشعش في النفوس فتبني كرامة المجتمعات التي من حقها ان ترفع كأس العزة والكرامة، ومن حقها أن تعيش بسلام وتنعم بالأمان والرخاء لتكون كؤوس البطولات إضافة لوطن وليس كل الوطن وغطاءاً على الفشل لجعل الوهم يهزم الواقع وينتظر على الحلم والامل.