تشهد علينا عمان
بقلم: عبدالهادي راجي المجالي

النشرة الدولية –

تشهد علينا عمان..ثورة ان قامت ما بتنام…اسمي مسجل ع جبيني)…..الخ)

….أنا لا أعرف من (جعر) بهذا الهتاف، يوم الجمعة ومن كان يقصد بثورته…؟ وماذا يريد من تذكيرنا بماض قررنا أن نطويه، ونتجاوزه حتى لا نثير بين بعضنا الأسئلة..وحتى لا نميز بين وجه ووجه..وكف وأخرى وشقيق وشقيق…

حسنا على وزارة الداخلية أن تعلن عن اسم هذا الشخص، وهل قام بهذا الهتاف بشكل فردي واجتهد، أم أنه منظم…أنا لا أعتقد أن تنظيما مثل الإخوان يتورط بورطة مثل هذه فالثورة ليست في أبجدياتهم، وهم لايوظفون التاريخ في تهديد مجتمع كامل…وأظن أنهم اذكى من استخدام (ايلول) في مسيرة…إذا من هتف هذا الهتاف وعلى أي قاعدة تنظيمية أطلقه؟

من حق الناس في عمان أن يطلقوا غضبهم في كل زاوية وشارع، انتصارا لخبزهم وقوت عيالهم، انتصارا لفلسطين والأقصى..وانتصارا لإرادتهم، من حق الناس هنا أن تسأل الحكومات وتعترض..من حقها أن تنظم المسيرات، لكن ليس من حق أحد أن يهددنا بالثورة…وأن يذكر بالتاريخ المسلح الذي انطلق فيه الرصاص وسال الدم، للعلم من يريد أن يطلق رصاصة في عمان..سنقطع يده..وإذا سألتني من أقول لك نحن..ونحن تعني البدو الذين حموا أسوارها والمخيم الذي نبت مذكرا بحلم العودة على أطرافها…والفلاح والتاجر والذين قدموا من المحافظات…والذين ارتضوها مسكنا وقلبا دافئا محبا….نعم سنقطع يده من فوق الزند، لأننا لم نعتد يوما أن يهددنا أحد بالثورة…

من هتف هذا الهتاف نحتاج من الدولة أن تعلن عن اسمه وخلفيته، ونحتاج أيضا لعقاب صارم…وأنا أعرف أني يجب أن أكون من أنصار الحرية، ومن أنصار تعدد الرأي، ومن أنصار منع الإعتقال والتوقيف، وأن أنتقد وزير الداخلية والأجهزة الأمنية على توقيفها لأي مواطن…لكن حين تصل الدعوة إلى الدم وحين يذكرنا أحد بتاريخ لا نريد فتح أوراقه أو ملفاته، فهذا أمر…ليس من اختصاص القضاء أو الأجهزة الأمنية، بل هو من اختصاص كل ضمير أردني حي وحر..هو من اختصاص التراب الذي حموه أهلنا، من اختصاص التاريخ الذي كتب العسكر سطوره بالدم وليس بالجلوس خلف المكاتب، وهو من اختصاص…وحدتنا الوطنية التي حافظنا عليها، ولم نسمح لمخرب بمسها أو شرخها أو القفز عنها…

(الإخوان المسلمين)…عليهم أن يصدروا أيضا بيانا يستنكرون فيه هذا الهتاف، ويؤكدون أنه ليس من أبجدياتهم الحزبية، وعلى القوى الوطنية التي تعارض الحكومات وتحشد في الشارع..أن تعلن موقفا من هكذا هتاف أيضا..لأن صمتهم يعني الرضى..

ولنذكر صاحب الهتاف بأن أول فدائي كان هو الملك حسين رحمه الله، وأن أنبل فدائي كان (عوده أبو تايه)..وأول فدائي شهيد هو (كايد المفلح العبيدات)..لنذكر صاحب الهتاف البائس بأن الثورة الفلسطينية لم تكن للفلسطيني وحده..بل كانت حالة إلهام حشدت العرب من كل زاوية، وصعد ذراها فتية من الأردن..يحملون حلم التحرير والحياة..والوطن الحر.

لنذكر صاحب الهتاف بأننا كلنا من شرقنا وغربنا..تجرحنا الحكومات، لكن شوارع عمان هي لأولادنا من بعدنا ونريد أن نتركها امنة مطمئنة..وأننا لن نتردد بأن نعيد كرة أهلنا..في قطع لسان وكف كل من يريد أن يشعل ثورة فيها أو يهدد حياة الناس…

لا الدكاكين المنثورة على أطراف مخيم الوحدات تقبل بهكذا انحدار، ولا أشجار الزيتون المزروعة أطراف القويسمة وسحاب..واللبن تقبل، ولا الروابي الهادئة في صويلح والكمالية تقبل…ونحن لن نقبل..

كل من يعتدي على الوحدة الوطنية هو خصمنا، وأنا أطالب الحكومة بالكشف عن اسمه وهويته وخلفيته، لأن الأشياء كلها يدخل فيها عنصر (الطبطبة)..إلا أخوة الأردني والفلسطيني..من يمسها كأنه يمس شريان القلب، وهي قصة لا تقبل (الطبطة) أبدا..

زر الذهاب إلى الأعلى