ضد الحكومة والمُعَدَلين جينياً
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
يقف في محكمة الشعب يلفه الحزن و الهم والكمد، فخصمة ليس شخص يمكنه التغلب عليه، بل دولة لا ذراع لها يلتوي ولا قدم فتُكسر، لذا يقف مشدوهاً حائراً من شدة الموقف، فهو يعلم أنه كمن يضرب رأسه بالحائط، فلا الحائط يرتج أو يُهدم ولا هو ينال حقه بل ان الدماء ستسيل من رأسه وسيقع مغشياً عليه، وسيندب حظه العاثر من جديد، كون الهزائم تلاحقه، فلا وظيفة مناسبة ولا دخل يفي بمتطلبات الحياة التي تتزايد فيها الاسعار بفضل سلسلة الضرائب التي لا تنتهي، فلا يعلوا صوت المواطن البسيط إلا للصراخ من الجوع فيما الغني يصرخ من حجم الضرائب، في وقت يعلوا وجع الطبقة الوسطى وهي في طريقها للإنحدار والإنتحار.
ورغم هذه الأهوال والأوجاع لم يبقى للمواطن الغلبان المقهور على أمره سلاح يرد به عن نفسه إلا صوته وصبره، وكلاهما آخذ في الإختفاء، فالصوت قد بُحَ من الصراخ والصبر أصبح بطعم العلقم وآخذٌ بالإنتهاء، فماذا تفعل الكف مع المخرز ليبدوا المواطن المسكين كالأيتام على موائد اللئام، فالاغنياء يصرخون وأموالهم تنمو و تتضخم، فالضرائب التي يشكون منها يدفعها المواطن المسكين، فيما هم يمثلون دور المقهورين لعلهم يستطيعون التهرب من حق الدولة الذي كان مختبئاً في أدراج الحكومات المتعاقبة.
واليوم يقف الشعب في محكمة الوطن يشكو حكومات القهر والعذاب، تلك الحكومات التي سرقت منه كل شيء حتى حقه في التعبير، فيما يرفض الشعب أن يموت جائعاً مفلساً أخرس عن قول الحق، فقد اعتاد الأردنيون أن لا يعطوا الدنيه في مواقف العزة والكرامة، فهم رجال الحق والتاريخ، فهم من حاربوا على أسوار القدس ومن انتصروا لسوريا حين تغول الصهيوني وتوحش، وهم من وقفوا مع العراق حين أدار له العرب ظهورهم وقدموه هدية لإيران، وكانوا السد المنيع أمام الفوضى في عديد الدول، هؤلاء الأردنيون لا يعرفون للصمت معنى لكنهم صبورين صبر الجمال ولا ينسون من يسيء إليهم مثله، هم الاردنيون الذين استقبلوا جميع الهجرات العربية، لذا لن يهجروا وطنهم لتحقيق حُلم عابر لأشخاص عابرين في تاريخ الوطن.
نعم يقف الشعب ضد الحكومة الحالية والحكومات التي مضت، ويريد حقه في حياة كريمة دون تبعية ودون هوان، يريد حقه رافعاً رأسه ليعانق عنان السماء كما اعتاد، يريدون لقمة عز يزرعونها بأيديهم، وثوب يغطي أجسادهم من صنع ابنائهم، يريدون كرامة يحققها جيشهم صانع النصر في الكرامة، يريدون صناعة حاضر كما حفروا سطور المجد في الماضي، يريدون كل شيء من حكومات ورجال تم صناعتهم في الغرب أخذوا من الشعب كل شيء، فالشعب يؤمن بأن هؤلاء المزروعين في أرض النشامى سيختفون وعن أرض الوطن يتوارون، وسيبقى الوطن شامخاً عزيزاً يكتب تاريخ انتصاره الشرفاء في محاكم الحق والبهاء، لنبدأ مرحلة جديدة لا معدلون وراثياً ولا تُجار أوطان فيها بل الشرفاء والشرفاء فقط.