أبو أحمد.. الشريف الصامت
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

كتب المغرد «سين عين»:

«.. لقد كنت الرجل المناسب في المكان المناسب طوال فترة خدمتك التي امتدت لأكثر من ربع قرن في قطاع هو الأهم في الدولة.

كل الكلمات لا يمكنها أن توفيك حقك، فقد أديت عملك بكل أمانة وإخلاص، وخلفت بيئة عمل جاذبة ومريحة للعاملين، وحافظت على أموال الدولة وثروة الأجيال القادمة».

***

وكتب المغرد احمد الجيماز: «يا أبو أحمد، شهادتنا فيك مجروحة، فأنت مثال يحتذى، واستقامتك معروفة، ومدعومة بكفاءة إنسانية.

نتمنى على الحكومة الاستفادة من خبراتك النادرة في أي موقع آخر».

***

وغرّد الناشط علي دشتي: «أنهى أبو أحمد مسيرته المهنية كرئيس تنفيذي لأهم مؤسسات الدولة، وهو رجل يستحق التقدير لمسيرته الطيبة، ونتمنى ألا يقف عند هذه المحطة من حياته».

***

وكتب المغرد «بو زامل»: «اليوم انتهى عمل (أبو أحمد)، الذي كفى ووفى، ويكفيه وقوفه ببسالة ضد مناقصة (الأنابيب)، وجهوده التي أثمرت توفير الملايين على الدولة».

***

وكتب المغرد محمد حمود الهاجري: «كفيت ووفيت يا أبو أحمد، نتمنى لك التوفيق دائماً».***

وكتب عبدالله البيرمي: «… إنه يوم حزين وأنت تغادر القطاع النفطي، لكي تتقاعد. لقد كنت لنا أباً وأخاً وصديقاً، وتعاملت معنا بكل رقي واحترام، وهذا ما قل وجوده في غيرك من كبار الإداريين».

***

هذه التغريدات الصادقة، وغيرها، تندر قراءتها أو سماعها اليوم بحق الكثير من كبار الإداريين، خصوصاً بعد تقاعدهم، فانحسار نفوذهم لا يدفع أحداً إلى تملقهم، بعد أن أصبحوا بلا قوة، ولكن عندما تقال بعد تقاعد المسؤول فهي غالباً تعني ما ورد بها، وهذا ما شعرت به من واقع معرفتي بعدد ممن كتب هذه التغريدات، وما سمعته من غيرهم عن أخلاق المهندس هاشم سيد أحمد هاشم، الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة البترول، الذي «أحيل» إلى التقاعد في نهاية الشهر الماضي، وبعد خدمة قاربت الثلاثين عاماً، عمل خلالها في مختلف القطاعات النفطية.

كان هاشم هاشم، بحكم منصبه، مسؤولاً عن قطاعات وشركات كبيرة تابعة لمؤسسة البترول، ومنها شركة نفط الكويت والبترول الوطنية والكيماويات البترولية، وناقلات النفط الكويتية، والكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية، والبترول الكويتية العالمية، والكويتية لنفط الخليج وغيرها، وكان بإمكانه بسهولة الإثراء مما كان يتمتع به من نفوذ طاغ.

***

كان وزير النفط، والحكومة برمتها، على علم بيوم تقاعد المهندس هاشم هاشم، صاحب أخطر منصب تنفيذي في الدولة، ومع هذا لم يفكر لا الوزير ولا الحكومة في إيجاد بديل له في وقت مبكر، بحيث يمكن للرئيس الجديد التعاون معه ونقل شيء من الخبرات والأسرار إليه، ليستفيد منها قبل الانتقال الكامل للمسؤوليات، ولكن يبدو أنني نسيت أننا في الكويت، حيث نعامل انتهاء فترة عمل الرئيس التنفيذي لمورد قوتنا الوحيد، كما نعامل انتهاء ندب أمين مكتبة صغيرة في جمعية تعاونية، مع الاحترام طبعاً.

***

سمعة الرجل الطيبة، وتاريخه المشرف وخبراته الواسعة تؤهله بالفعل لتولي أهم المناصب وأكثرها حيوية، ونزكي الرجل من دون سابق معرفة به، فلم التق به يوماً، ولكن ما سمعته عنه وعن كفاءته دفعني إلى كتابة هذا المقال.

زر الذهاب إلى الأعلى