بإنتخابات الذل يستجدون أصواتنا…… لن تحلموا بها
بقلم: الإعلامية أماني نشابة

النشرة الدولية –

ربما لا تختلف الانتخابات، عندنا في لبنان عموماً وطرابلس خصوصاً عن أي انتخابات تحديداً في عالمنا العربي، سواء كانت برلمانية أو بلدية، أو حتى نقابية، فنسمع الوعود البراقة، خصوصاً تلك التي تمس حياتنا اليومية، لكنها عندنا ربما تكون مختلفة بعض الشيء.

ربما بعض المترشحين للحصول على مقعد في البرلمان، ممن الذين يسعون بترشحهم لكسب التأييد والزخم الجماهيري، لن يصيبهم الضرر حتى لو كذبوا ودلسوا على المواطن.

مع الأسف بعض المترشحين في طرابلس، ربما لا يعرفون شوارعها، وكم من سنة مرت وأعوام عديدة لم يكلفوا أنفسهم مشقة السؤال عنها حتى وإن كان للبعض اقارب واصدقاء، لكن عرفوها عند الانتخابات وربما أجزم انه فقط لجني مكاسب الكرسي، او لتحقيق المكاسب السياسية بعد الجلوس على كرسي المجلس.

بعضهم لا علاقة له بالسياسة لا من قريب ولا بعيد، من أين لهم كل هذه الجرأة حتى يترشحون لمجلس النواب، والأنكى من هذا كله بعض من يسمون أنفسهم مثل منظمات المجتمع المدني، يترشحون ايضاً، لا يعرفون “الخمسة من الطمسة”، لا يعرفون ماذا نحتاج حتى تعود طرابلس لمكانتها المفترضة.

ايضاً هناك بعض من يحسبون انفسهم سياسيين، لم يترشحوا لحبهم بطرابلس، بل هم ترشحوا بإيعاز من بعض الجهات، حتى يكونوا صوتهم تحت البرلمان!

ومنهم من يترشح للمنصب وجني الأموال على حساب أهل طرابلس، وعندما يحالفهم الحظ بالنجاح بكرسي المجلس، لا يعودوا لزيارة طرابلس أو حتى المرور عليها حتى لو كان بالصدفة.

هل تحسبون اننا لا نعرفكم، للحق عرفناكم حق المعرفة، فكيف لنا ان نثق بكم.

لم تعرفوا طرابلس، نعم لم تعرفوها حق المعرفة. نحن نعرفها اكثر منكم يا من تذكرتم الآن ان تحضروا اليها، هل اتيتم لها لحبكم ؟ لا اعتقد ذلك، حضرتم لجني مكاسبكم الشخصية ولتعبئة جيوبكم من الصفقات التي ستمر  لاحقا بعد الوصول للكرسي، الهدف المنشود، ليس خدمتنا نحن المواطنين.

المواطن الطرابلسي يحلم بنائب يلبي له معظم طموحاته، لا ان تتلقوا احتياجاتهم، وتعطوا الوعود البراقة الزائفة… زيف مزاعمكم إنكم ترشحتم من أجل تلبية مطالبنا البسيطة المتواضعة.

أجزم أنكم اذا وصلتم لحلم كرسي المجلس، لن تلتفتوا على طرابلس بعد نجاحكم  الذي سيكون غير شرعي، لأنه بكل بساطة وسهولة ستقوم يا سعادة النائب، برمي تلك الوعود التي قطعتها للمواطنين البسطاء، خلف ظهرك وانت غير  مهتم، ولن تصاب بوجع الضمير، إن وجد عندكم.

نعم… يرمونها بدون أي إحساس أو أهمية بما كانوا قطعوا من وعود، لأن الاهم عندهم قد تحقق بالكرسي وحصد المكاسب سواء المادية منها او المعنوية والبرستيج الراقي.

الديمقراطية ليست مجرد انتخابات إنما ما من بلد يكتسب صفة الديمقراطية ما لم يجري انتخابات نزيهة، لأنها أساس الشرعية الديمقراطية. فالانتخابات تمنح المواطنين فرصة إخضاع قادتهم للمساءلة من خلال تصويتهم ضد المسؤولين الذين يشغلون المناصب أو التوعّد بمحاسبة من ينجحون في الفوز بالانتخابات. وهي الآلية التي تضمن التداول السلمي للسلطة السياسية، عدا عن أنها تشكّل عنصراً أساسياً لأي نظام ديمقراطي يعمل على تحسين ظروف العيش من خلال ربط مصالح الناخبين بمصالح الحكومات، وإفساح المجال أمام المواطنين لإختيار الممثّلين الذين يعكسون إرادتهم. من هنا، تسهم الانتخابات النزيهة في تحقيق أهداف التنمية على المدى الطويل، إذ ترسخّ دعائم الحكم الذي يستجيب لاحتياجات شعبه.

في النهاية، ربما امنح صوتي لمن يعرف طرابلس حق المعرفة ويعرف ماذا تريد طرابلس… أما المتسلقين على الاكتاف لتحقيق مآربهم الشخصية، فلا صوت لكم عندنا.

زر الذهاب إلى الأعلى