اللّواتي اجتَزْنَ الحَنينَ
د. ماجدة داغر
النشرة الدولية –
اللّواتي اجتَزْنَ الحَنينَ وبَقينَ قطعةً واحدة.
اللّواتي ارتَدَيْن أكفانًا زاهيةً فَغَيَّرْنَ لَوْنَ المَوْت.
اللّواتي تَذَوّقْنَ الحُبَّ نيّئاً من القُدُورِ المَحْروقة.
اللّواتي غلَبْنَ النَّبيذ في إدْراكِ النَّشْوة.
اللّواتي نُودِين لالتقاطِ أرواحِهنَّ
شَمَّرْنَ عن سيقانِهنَّ
فأتْلَفَ البياضُ سُمْرةَ الرّوح
وهامَتْ في الأرض إبْليسةُ الحِنطة.
العائداتُ من الجُرحِ المَيْمُون،
وَقَفْنَ مُتلاصِقاتٍ لِئَلّا يُصابُ الضّلعُ بِهَذَيانِ الطِّين.
الرّابعاتُ اللّواتي اقْتَسَمَن القُبَلَ وذَيْلَ الرِّداء
واقترَعْنَ على لِحيةِ ابنِ زَيْدون.
هُنَّ،
خَرائط المَنافي، شَرائط الأَضاحي،
مَرايا البَغايا وتَبغ الشّرُفات.
العائداتُ من الجُرحِ المَيْمُون،
بَرِّيّات من زَمَنِ الثّالوث
بَحثْنَ
عن لحظةٍ مُقنِعةٍ تَأْتي بِرَأسِ المَوْت،
عن سيرةِ الماءِ لحظةَ التَّبَتُّلِ في النُّضوب،
عن سُورةِ الاكتِمالِ لحظةَ اقْتِيادِ الَجَسَد،
بَحثْنَ
في الطُّلُولِ
في الفُلولِ
في الوشائج،
تَحْت زُنّارِ النّارِ حول خُصُورِهنَّ
عن جَمرٍ مَنسيٍّ وبَقايا اشْتِعال
عن زوربا يُغادِرُ رَأسَ كَازانْتزاكيس
لحظةَ القَفزِ إلى الأَعلى.
من نصٍّ/ ديوان يصدر قريبًا
