بين أهل الاختصاص وأهل الخبرة العملية
بقلم: نقولا أبو فيصل
النشرة الدولية –
صمم مهندسو اهم شركات السيارات العالمية سيارة من الطراز الجديد وقد أعجب صاحب الشركة جداً بالنتيجة ، لكنه بينما كان المهندس يحاول اخراجها من منطقة التصنيع أدرك أن ارتفاعها أكبر بسنتيمترات من المدخل ، عندها شعر بالخيبة من نفسه لأنه لم يلاحظ ذلك الفرق قبل وضع تصميم السيارة. أحتار المهندسون كيف سيتمكنون من اخراج السيارة وكان الجميع على وشك القبول بإصابة السيارة بقليل من الخدوش في أعلاها وسوف يتم معالجتها في وقت لاحق
في ذات الوقت كان حارس الشركة يراقب كل هذه الدراما والجدل بين المهندسين فاقترب بهدوء من صاحب الشركة وقال له إنه يريد أن يعطي فكرة إذا لم يكن لديه مانع، ظن كبير المهندسين أن هذا الرجل يتدخل في ما لا يعنيه وأنه بالتأكيد عاجز عن تقديم فكرة لم يتمكن الخبراء والمختصون من إعطائها قال الحارس: إن السيارة ليست مرتفعة سوى بضع سنتمترات عن ارتفاع المدخل، عليهم فقط أن يفرغوا بعض الهواء من الإطارات الأربعة، عندئذ يسمح ارتفاع السيارة لها المرور بسهولة من البوابة ، فصفق الجميع له
كثيرون هم الذين ينظرون إلى المشاكل من وجهة نظر فنية فقط، لكن هناك دائما منظور لا يراه إلا الشخص العادي العملي الذي يكتشف حلولا قد تغيب عن الخبراء والمختصين، وهذا الكلام برسم بعض الوزراء الاغبياء الذين لم يتمكنوا منذ سنوات من حل أبسط مشاكل الخدمات: كالكهرباء والماء والنفايات فضلا عن الانهيار الاقتصادي والمالي اسمعوا من هم على مقربة منكم بدلا من الاستعانة بالمستشارين القادمين من غير عالم وكتابنا وكتابكم ووضعها في الادراج