خبر الـ106 سفارات وبعثات
بقلم: أحمد الصراف
النشرة الدولية –
سربت مصادر دبلوماسية خبراً عن نية وزير الخارجية، الشيخ أحمد ناصر الصباح، إجراء تغييرات جذرية في ملاك الوزارة، بحيث لا تتجاوز فترة التمثيل في الخارج لأي دبلوماسي 8 سنوات، في أكثر من دولة، وألا تتجاوز فترة التمثيل أربع سنوات في بلد واحد.
كما ستتضمن التغييرات تقليص، أو إغلاق عدد من البعثات الدبلوماسية في الخارج التي يبلغ عددها حاليا 106 سفارات وبعثات.
***
لا شك أن المرحلة التي كنا فيها «دولة عظمى» قد انحسرت، ولسنا بحاجة اليوم إلى كل هذا العدد غير المعقول من السفارات ومكاتب التمثيل، خاصة مع ضعف قدرات من يرسل لها لتمثيل الدولة وأميرها، من واقع تجارب شخصية عدة. فالسفير الجيد يمكن أن يكون مصدر دخل وقوة معنوية للدولة التي يمثلها، وليس العكس.
***
أمام وزير الخارجية الشاب فرصة وضع أسس ومعايير جديدة لاختيار السفراء، واختيار الدول التي نحتاج لأن يكون لنا فيها تمثيل رفيع. فوجود مكتب تمثيل في مدن مثل دبي وشنغهاي وسان فرانسيسكو وكوانزو وميلانو ومومباي وسنغافورة وغيرها أكثر أهمية وحيوية من وجود سفراء في عواصم دول كثيرة، لا أهمية تجارية أو استثمارية لها بالنسبة لنا.
كما أننا بحاجة إلى ربط قوة تمثيلنا في دولة ما بحجم استثماراتنا فيها أو علاقاتنا التجارية معها. وبالتالي نحن أحوج ما نكون إلى وجود سفراء من مستوى عال في عدد قليل من الدول بدلاً من أن نرسل «أياً كان» إلى أكبر عدد من الدول.
كما يرى البعض أن فتح سفارات في دول هامشية، بالرغم من أهمية ذلك عند التصويت على القضايا الخطيرة في مجلس الأمن، مسألة مهمة، ولكنها مكلفة أيضاً، خاصة أننا نتحمّل جزءاً من مصاريف سفارات تلك الدول لدينا، من باب تبادل التعاون (!!)
كما أن عدداً من الدول التي وقفت ضدنا، يوم احتلت أرضنا، كان لنا فيها تمثيل دبلوماسي رفيع، ولم تنقطع مساعداتنا لها ولا مشاريعنا التنموية فيها، إلا أن هذا لم يمنعها من الوقوف مع أعدائنا، بكل صفاقة.
ومن جانب آخر، يعتقد البعض أن المستقبل لأفريقيا وآسيا، وعلينا بالتالي الاستمرار في الصرف على وجود سفارات لنا فيها، ولكن لا يتفق آخرون مع هذه النظرة، ويتساءلون عن جدوى وجود سفير وطاقم ومبنى في دول منكوبة انتظاراً لنهضتها مستقبلاً، وقد لا يحدث ذلك أبداً.
نعود ونركز على أهمية اختيار وتدريب سفراء مميزين، ولو قلة، فهذا أفضل بكثير من وجود عدد كبير من السفارات بسفراء يفتقدون التميّز.