السفير المصري: نقدِّر للكويت دعمها غير المشروط والمعهود لبلادنا في ملف «سد النهضة» مؤكدين «علاقة بلدينا عميقة الجذور»

شلتوت: لا استقرار في مصر دون استقرار ورخاء دول الخليج

النشرة الدولية –

النهار الكويتية – سميرة فريمش –

أوضح السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت عن سعادته وتقديره للقاء سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد أثناء تقديم أوراق اعتماده، مشيراً الى أنه لمس من سموه كل التقدير لمصر وقيادتها وقوة ومتانة العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات منذ عقود طويلة، مضيفاً أنه نقل دعوات رسمية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد لزيارة مصر في أي وقت مناسب لسموّهما.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي يعد الاول من نوعه منذ تسلم السفير شلتوت مهامه في الكويت.

وقال: أود بداية ان ارفع أسمى آيات التقدير والامتنان لحضرة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد وذلك بمناسبة قبول أوراق اعتمادي سفيراً لجمهورية مصر العربية لدى دولة الكويت الشقيقة.

واضاف: كما اود ان أؤكد في هذه المناسبة ان العلاقات المصرية الكويتية التاريخية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ هي مثال يُحتذى في العلاقات بين الدول حيث تتطابق الرؤى ويوجد تنسيق تام بين البلدين في مختلف القضايا التي تخص التعاون الثنائي او التي تتعلق بالمواقف السياسية في المنطقة.

ولفت إلى ان مواقف الكويت ودعمها لاختيارات الشعب المصري عبر التاريخ الحديث ومواقف مصر الداعم للكويت خلال الاحداث المختلفة والدماء التي روت ارض البلدين دفاعا عن ترابهما في حروب الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد عام 1973 والتحرير عام 1991 وخصوصية وقوة ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وقال: لا يسعني في هذه المناسبة إلا ان أقول اني سأبني على جهود من سبقوني وسأبذل كل الجهود الممكنة لمزيد من توطيد وتطوير العلاقات المتميزة بين البلدين على جميع الأصعدة وفي صدارتها التبادل التجاري والاقتصادي لاسيما وان مصر اليوم تعد احد اكبر الاسواق الصاعدة في منطقة الشرق الاوسط، في ضوء ما شهدته مصر خلال السنوات الاخيرة منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي من تنمية كبيرة غير مسبوقة في تاريخها الحديث، وخاصة في مجالات بناء المدن والمشاريع العملاقة والبنية التحية الضخمة من محطات الكهرباء والطرق والكباري والانفاق وخطوط المواصلات والاتصالات والقطاعات الصحية والتعليمية والتعليم العالي وهي انجازات تاريخية وامر يدعو للفخر ويشجع على المزيد من الاستثمار في مصر.

وفي ردّه على سؤال حول انتقال مقر القنصلية المصرية من موقعها الحالي في منطقة السلام، أوضح أن «الاتصالات مع الجانب الكويتي أثمرت عن تخصيص قطعة أرض في منطقة مشرف لبناء القنصلية، تفي بأعداد المراجعين من الجالية المصرية»، مشيراً إلى انتظار تحديد الموقع من قبل السلطات الكويتية ومن ثم البدء في التشييد، لافتاً إلى أن مقر السفارة في منطقة الدعية قد تمّ هدمه، ومن المتوقّع أن تُطرح مناقصات البناء العام المقبل.

وأوضح شلتوت أنه لمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس العلاقات المصرية الكويتية لإقامة فعاليات في الكويت بالتنسيق مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكذلك من خلال السفارة الكويتية، مشيداً بجهود السفير الكويتي في مصر محمد صالح الذويخ.

ملفات

وعن أهم الملفات التي ستعمل عليها خلال فترة عملكم في الكويت، أفاد شلتوت أنه «يوجد عدد من الملفات الأساسية التي سأركز عليها في الفترة القادمة بما يسهم في تطوير وتنمية للعلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين في المجالات المختلفة، ولاسيما التجارية والاستثمارية لاستغلال الطفرة الكبيرة التي تشهدها مصر في مختلف المجالات، ودعم المناطق اللوجستية الجديدة في محور قناة السويس، وزيادة فرص مشاركة المستثمرين المصريين في مشروعات البنية التحتية الكويتية الطموحة في إطار رؤية 2035 والتي أتوقع ان تقفز بالكويت لآفاق عالمية تستحقها.

واتصالاً بما سبق يجب التنويه إلى أنى منوط بتذليل أي صعاب تواجه عمل المستثمرين الكويتيين، وتفعيل دور مجلس رجال الاعمال المصري الكويتي، بالإضافة لاستمرار التواصل مع المعنيين ووسائل الاعلام ونواب البرلمان ورجال الفكر والثقافة بما يحقق مصلحة الشعبين. وتنسيق الرؤى والمواقف في مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك في محيطها الإقليمي والدولي.

كما سأسعى ايضاً بالتعاون مع بعثتنا القنصلية في تطوير العمل القنصلي واستيعاب التحديات التي واجهتها الجالية إبان جائحة كورونا، داعين الله عز وجل ان يزيح تلك الغمة وتعود الحياة إلى طبيعتها.

وحول وجود تنسيق لعقد اجتماعات مباشرة مصرية – كويتية قريبا، قال شلتوت «أنه لا يخفى عليكم ان هناك اتصالات مستمرة وجارية بين قيادتي وأعضاء حكومتي البلدين وهناك اتفاق على عقد لجنة المشاورات الثنائية والتي يرأسها وزيرا الخارجية في القاهرة خلال شهر فبراير العام المقبل، وهي من الأطر المهمة التي تجتمع تحت مظلتها الجهات الحكومية بمختلف فروعها لتنسيق ومتابعة أوجه التعاون المشترك، وهناك عدد من مذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها في مختلف المجالات، إلى جانب الترتيب لعقد اللجنة القنصلية بين البلدين، وبحث إمكانية ترتيب لقاءات دورية بينهما لمتابعة اعمال اللجنة وسرعة تنفيذ مقرراتها.

وفي رسالته لأبناء الجالية المصرية قال: بداية أتقدم لأبناء الجالية المصرية في الكويت بالتهنئة بمناسبة أعياد راس السنة واعياد الميلاد المجيد وأعدهم بأني سأبذل كل جهد لتحقيق طلباتهم بالتعاون مع الجانب الكويتي الذي لم يدخر جهداً لدعمهم والسهر على راحتهم، فكما تعلمون هناك توجيه دائم ومستمر من الرئيس بالوقوف على اية مشكلات تواجه أبناء مصر في الخارج والمساهمة بالتعاون مع الاشقاء في دول الاعتماد على تذليها، وان الجالية المصرية بالكويت تسهم بفاعلية في بناء وتنمية مصر والكويت وهو ما كان محل تقدير قيادتي البلدين في مختلف المناسبات، وان للجالية دور فاعل في توطيد العلاقات الشعبية والاخوية وتعد من اهم أدوات القوى الناعمة والدبلوماسية الشعبية في التواصل والترابط بين البلدين الشقيقين.

العمل القنصلي

وأضاف: اما فيما يتعلق بالعمل القنصلي واستمرار عملية تطويره تحت قيادة زميلي واخي السفير هشام عسران فأود الإشارة إلى ان قنصلية جمهورية مصر العربية في الكويت تقوم بالتطوير المستمر للعمل القنصلي، وذلك في إطار جهود وزارة الخارجية لتطوير خدماتها للمواطنين المصريين، في ضوء توجيهات القيادة السياسية لتحسين جميع الخدمات المقدمة للمواطنين المصريين والأجانب داخل وخارج مصر، ومنها التحول الرقمي، حيث قامت القنصلية المصرية في الكويت خلال الأشهر الماضية باستحداث نظام إلكتروني عن طريق موقع القنصلية على الانترنت وكذلك عن طريق تطبيق خاص فيها على الهواتف المحمولة تتم عن طريقهما إتاحة عدد من الخدمات القنصلية، منها تسجيل البيانات وحجز المواعيد مسبقاً، أسهم في تقليل الازدحام في القنصلية وتنظيم العمل بها، وكذلك الاستعلام عن المعلومات والبيانات والمستندات المطلوبة لإنهاء الأعمال القنصلية المختلفة، إضافة إلى إمكانية تتبع الانتهاء من المعاملات القنصلية والاستعلام عن موعد استلامها من القنصلية، وكذلك سهولة التواصل مع القنصلية للاستفسارات المختلفة عن طريق الموقع الاليكتروني أو تطبيق الهاتف المحمول أو وسائل التواصل الاجتماعي للقنصلية، كما جري حالياً العمل على إتاحة خاصية الرد الآلي على الاستفسارات الخاصة بالمعاملات القنصلية عن طريق رقم موحد على تطبيق الواتس أب، وسوف يتم الإعلان عن الرقم فور إتاحة الخدمة.

ونظراً للمتطلبات التي فرضتها جائحة كورونا، فقد قامت القنصلية بعمل صالة انتظار جديدة وكبيرة جيدة التهوية ومكيفة مخصصة لإنهاء معاملات المترددين عليها خارج المبنى لمنع التكدس والازدحام. ويجري حالياً العمل على الانتهاء قريباً من تطوير نظم سداد رسوم المعاملات القنصلية لتسهيل الإجراءات على المترددين على القنصلية وتحسين كفاءة وسرعة الانتهاء من المعاملات.

وحول شكاوى تأخر عملية اصدار جوازات سفر المواطنين المصريين الذين ينتظرونها بضعة اشهر من اجل تجديد اقاماتهم في دولة الكويت، قال «أدى تفشي الجائحة إلى اضطراب عالمي في حركة الطيران وشحن الوثائق بشكل كبير، وهو ما أدى لصعوبة ارسال الكثير من تلك الوثائق التي تتطلب درجة عالية من التأمين بالإضافة إلى تكاليف الشحن عبر الترانزيت. هذا بالإضافة إلى ان عدد المواطنين المتقدمين لتجديد جوازات السفر بالقنصلية زاد بشكل كبير بسبب عدم قدرتهم على السفر إلى مصر لاستخراج جوازات سفرهم اثناء عطلتهم في مصر كما كان الكثير منهم يفضل ذلك، ولكن تلاحظ ان انتظام حركة الطيران نسبياً وعودة الطيران المباشر أسهم بشكل كبير في الإسراع في عملية اصدار الجوازات خاصة وان مصر قد أنشأت مركزاً جديداً حديثاً لإصدار الجوازات ومازلنا نعمل بشكل كبير على تنفيذ عدة اقتراحات عدة تسهم في تحسين الفترة القادمة.

وعن أبرز جهود الحكومة المصرية لتنشيط قطاع السياحة بعد جائحة كورونا أكد افتتاح مشروع الكباش يأتي في إطار خطة مصر الطموحة لتطوير القطاع السياحي والاستفادة من الكنوز التاريخية التي حبا الله بها مصر، فنجد ان افتتاح الطريق اعطى مصر ميزة امتلاك اكبر متحف مفتوح في العالم الآن، ما سيثير فضول محبي الاثار حول العالم، وهي ايضاً فرصة لتنمية منطقة صعيد مصر بما تمتلكه من إمكانيات، ويأتي ذلك ضمن سلسلة فعاليات كثيرة لعلكم تذكرون منها احتفالية نقل المومياوات لمتحف الحضارات، وقريباً ان شاء الله سنشهد افتتاح اكبر متاحف العالم وهو المتحف الكبير في فاعلية ستكون حديث العالم لفترة طويلة. كل ذلك بالإضافة إلى الطفرة الكبيرة في مجالات البنية التحتية التي تخدم قطاع السياحة، فالسياحة الخدمية أصبحت جزء لا يتجزأ من صناعة السياحة. كما تروج مصر الان لزيادة اعداد المحبين للسياحة الشاطئية والمغامرات والعلاج، وتطوير قطاع السياحة التحفيزية الذي يشمل الترفيه والمؤتمرات والحوافر المقدمة من شركات القطاع الخاص، وهي كلها قطاعات تدخر فيها مصر بمقدرات عالمية لا تقل مستوى عن مثيلاتها في أي مكان.

نهضة علمية

وبشأن اقبال الطلبة على الدراسة في مصر حيث وصلت اعداد الدارسين في الجامعات المصرية إلى أكثر من 30 الفاً، قال:

اسعدني كثيراً خبر زيادة عدد أبنائنا الكويتيين الدارسين في الجامعات المصرية، ولعله دليل على الثقة التي يولونها للدراسة في مصر سواء الجامعية منها أو مرحلة الدراسات العليا في ظل النهضة التعليمية التي تشهدها مؤسسات التعليم العالي في الآونة الأخيرة حيث شهدت المنظومة طفرة بعد انشاء عدد من الجامعات التكنولوجية الأهلية الجديدة مثل جامعات المنصورة والجلالة والملك سلمان وجامعة العلمين الدولية و التي وصل إجمالي تكلفة إنشائها 13 مليار جنيه مصري بالإضافة إلى افرع اكبر واهم الجامعات العالمية في العالم بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذا تطبيق نظم الجودة الشاملة والاعتماد في منظومة العمل والتدريس وبرامج التعليم الجامعية في مصر ما أسهم بشكل كبير في تحسن مؤشر الجامعات المصرية بشكل كبير.

واضاف: نجد ان عام 2021 شهد زيادة في اعداد الدارسين الكويتيين الى 30000 دارس بزيادة قدرها 20 % عن العام السابق . كما أشارت إحصائيات وزارة التعليم العالي المصرية انه وصل عدد المسجلين الجدد من أبناء الكويت الشقيقة للدارسة بالجامعات المصرية إلى ما يزيد على 6000 طالب وطالبة كويتي هذا العام ليصبح الكويتيون اكبر جالية اجنبية تدرس في كليات مثل الطب والهندسة والحقوق والتربية.

وتابع: من الجدير بالذكر ان المنظومة الإلكترونية الشاملة التي دشنتها وزارة التعليم العالي أسهمت بشكل كبير في تسهيل عملية التقديم والمتابعة حيث تم إنشاء موقع إلكتروني تحت مسمي «ادرس في مصر» يقوم الدارس من مكانة هنا بإنهاء جميع إجراءات التسجيل والحصول على القبول من خلاله وهو: https:/admission.study-in-/Egypt.gov.eg كما تم طرح المنصة عبر تطبيق الهواتف المحمولة ليكون مصاحبا للطالب للتعرف على كل مايهمه من أحداث وفعاليات من خلال (Google play & App Store ) والتي يمكن تحميلها عبر الروابط التالية:

https://play.google.com/&id-com.?Store/apps/detailsstudentmobile

http://-https://apps.apple.com/us/app/study-in-egypt-admission/id1522209365

وقال: اما على صعيد التعاون الثنائي بين البلدين فيوجد اتجاه لابرام اتفاقيات تنفيذية بين مؤسسات التعليم العالي المصرية والكويتية لتعزيز التعاون العلمي والبحثي بين البلدين قريباً. بالإضافة للمشاركة في معرض الكويت الدولي للكتاب من خلال جناح كبير خصصته الجهات الكويتية لمصر، وكذا أيضا مشاركة الكويت الشقيقة في معرض القاهرة الدولي للكتاب. واضاف: وأما الجانب الرياضي فيشارك أبناء مصر في البطولات الرياضية داخل الكويت ومنها بطولة النخبة العربية للتنس حاليا، كما تمكن عدد من أبناء الجالية المصرية بالمشاركة في تمثيل عدد من النوادي الرياضية في ألعاب الكاراتيه والسباحة وقد أحرزوا مراكز متقدمة في الأنشطة الرياضية وذلك بتشجيع ودعم السفارة المصرية والأشقاء الكويتيين في مختلف الأندية مثل العربي والقادسية والكويت والساحل. وعلى صعيد الندوات الثقافية والفنية قال: اسمحوا لي ان أدعوكم لزيارة معرض الفنانين المصريين المقيمين في دولة الكويت يوم 15 الجاري تحت عنوان رؤى مصرية للفنون التشكيلية في قاعة العدان بضاحية عبدالله السالم ونتوقع كذلك مشاركة فرقة فنية مصرية في احتفالات الكويت الشقيقة بمهرجان هلا فبراير. هذا ويجب التنويه إلى أن مصر تحرص بشكل دائم على المشاركة في كل الفعاليات الثقافية الكويتية سواء من خلال أبناء الجالية او فرق وشخصيات زائرة من مصر، وأود الإشارة هنا إلى دور المكتب الثقافي في هذا الشأن، وإلى أهمية التواصل معه مباشرة لمعرفة الفعاليات التي يقوم بالتحضير لها، وذلك لما تتمتع به من أهمية لدى المواطن الكويتي الذي يرتبط مع شقيقه المصري بإرث وتاريخ ثقافي مشترك في كل المجالات المسرح والسينما والفنون التشكيلية وغيرها من قطاعات مهمة أسهمت فيها البلدين في ازدهار بعضها البعض.

ثقافي اقتصادي

وعن الوضع الاقتصادي المصري مع ملاحظة ان الاقتصاديات العالمية بدأت في التعافي من اثار جائحة كورونا، أفاد «لا يخفى عليكم ان مصر كانت من الدول التي استطاعت استيعاب تأثير الجائحة السلبي على الاقتصاد، فقد حققت مصر عدداً من المؤشرات الإيجابية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أظهرت المؤشرات المبدئية ان الاقتصاد المصري حقق معدل نمو بلغ 9.8% خلال الربع الأول من العام المالي الحالي، وهو اعلى معدل ربع سنوي على امتداد العقدين الماضيين، مقارنة بمعدل نمو 7.% خلال الربع الأول من العام المالي 2020/2021 ما يؤكد التحسن الكبير الذي يشهده الاقتصاد المصري ومن المتوقع ان تواصل ارتفاع معدل النمو السنوي ليتراوح ما بين 5.5% و 5.7% بنهاية العام المالي الحالي.

من الجدير بالذكر ان القطاعات الأكثر إسهاماً هي القطاعات والصناعات التحويلية والزراعة والتجارة والأنشطة العقارية حيث جاء قطاع الفنادق والمطاعم بأعلى معدل نمو سنوي بلغ 181.8% ما يعكس حجم التعافي الكبير. كما حققت قناة السويس معدل نمو بلغ 20% خلال الربع الأول من العام المالي 2021/2022. وجاء قطاع الاتصالات ثالثاً بمعدل نمو بلغ 20% نتيجة لزيادة عدد مستخدمي الانترنت، بينما جاء قطاع الصناعات التحويلية ليحقق اعلى معدل نمو ربع سنوي خلال العقدين الماضيين ليصل إلى 15.2%، وتأتي تلك الطفرات بسبب الاستقرار الكبير والسياسية النقدية المستقرة والإصلاحات الهيكلية التي حدثت في قطاع الضرائب وغيرها من أمور من بينها ارتفاع معدل مشاركة الأفراد في النشاط الاقتصادي إلى 43% خلال الربع الأول مقارنة بنحو 41% في الربع المماثل العام سابق، ونتيجة لارتفاع معدل مشاركة لكل من الاناث والذكور، وفيما يخص الملفات الإقليمية واخر تطورات مفاوضات سد النهضة في ظل التوترات التي تسود الإقليم أوضح شلتوت أنه يجب التنويه بداية إلى ان قضية سد النهضة تمثل تهديداً وجودياً لمصر ، ولا تعد مجرد نزاع مائي بين دولتين، وإنما هي قضية تهدد السلم والأمن في المنطقة بالنظر إلى الوضع المائي بالغ الحساسية لمصر، وذلك لاعتبارات متمثلة بأن مصر تعد الدولة الأفقر مائياً على الإطلاق بين كل دول العالم لأن معدل الأمطار بها هو الأقل بين كل دول العالم بلا استثناء.

وتأتي في المرتبة الثانية بعد الكويت من حيث الاعتماد على الموارد المائية النابعة من خارج حدودها، حيث تعتمد مصر بشكل شبة كلى على نهر النيل التي تمثل ما يتخطى 98.25%من مواردها المائية الكلية.

وبالرغم من أن مصر تعيد استخدام المياه مرات عدة للري ، أكثر من 3 مرات، فإنه لا يزال لديها عجز مائي كبير يزيد عن الـ 40 مليار متر مكعب تعوضه مصر بالواردات الزراعية.

وقال: يجب التأكيد على ان مصر تمسكت بطريق التفاوض منذ بداية الأزمة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث خاضت خلالها مفاوضات عسيرة مرت بمحطات ومسارات متعددة بدء من لجنة الخبراء الدولية مروراً بإعلان المبادئ ثم مسار المفوضات بوساطة الولايات المتحدة والبنك الدولي في 2019/2020 إلا إن كافة تلك المسارات قد فشلت أمام التعنت الأثيوبي الذي أثبت حتى تاريخه أنه شريك غير مسؤول ولا يُعول عليه، حيث ماطل عبر أكثر من عشر سنوات ورفض كل أنواع الحلول المقترحة، ثم أعلن بكل وضوح أنه غير راغب في التوصل إلى أي اتفاق ملزم لملء وتشغيل سد النهضة، وهو ما يعكس انعدام الإرادة السياسية الإثيوبية في الوصول لأي توافق حول قضية سد النهضة. الامر الذي أدى إلي قيام مصر باللجوء إلى الشرعية الدولية ومجلس الأمن على مدار سنتين على التوالي لكي نضرب جرس إنذار بشأن ما تمثله ممارسات إثيوبيا من تهديد وجودي لمصر وتجنب نفسها والمنطقة تصاعد التوتر الإقليمي بسبب هذه الأزمة (..) ومع ذلك، فان موقف مصر مازال الترحيب بأية اجتماعات يدعو إليها رئيس الاتحاد الأفريقي لاستئناف المسار الأفريقي للمفاوضات من حيث انتهت بهدف التوصل، بشكل عاجل وقبل أي استئناف للملء، إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة وفقا لما نص عليه البيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن .

ومن خلالكم اليوم احث أشقاء مصر وشركاءها الإقليميين والدوليين على ممارسة جهودهم لحث إثيوبيا للتخلي عن تعنتها والتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول الملء والتشغيل قبل أي استئناف للملء، ولا يسعني في هذه المناسبة إلا ان أثمن موقف الشقيقة الكويت على دعمها غير المشروط والمعهود لمصر في هذا الملف الحساس، وقرارها السياسي والشعبي للوقوف إلى جانب مصر مهما كلفها ذلك وهو الموقف التاريخي المعهود والمعروف عن كويت العروبة والمواقف العادلة.

وفي تقييمه لما يحدث في أثيوبيا وقد وصل الامر لحرب أهلية قد تؤدي لانهيار الدولة، قال: أود التأكيد بداية على مبادئ السياسة الخارجية المصرية المبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها، وبالتالي فإن مصر وإن كانت تتابع باهتمام تطورات الأوضاع الداخلية فى إثيوبيا لارتباطها باستقرار المنطقة وأمنها، فإنها تحرص على احترام سيادة الشعب الإثيوبي على أرضه وعدم التدخل فى مجريات الصراع الدائر.

واضاف: لكننا ومن ناحية أخرى نعرب عن الأسف الشديد إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في إثيوبيا، والذي تم التعبير عنه من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومختلف الأطراف الدولية، ونشجع جهود الإغاثة ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضرراً في الصراع وندعم في الوقت ذاته اي حوار سياسي لأنه السبيل الأوحد لإنهاء الصراع الذي يعاني تبعاته وتداعياته الشعب الإثيوبي، بمختلف طوائفه، وبالتالي فإن مصر تضم صوتها الى صوت المجتمع الدولي، وتدعو جميع الأطراف المُتصارعة في إثيوبيا الي نبذ الصراع العسكري والجلوس إلى مائدة المفاوضات.

واتصالا بما سبق، تتخوف مصر من تفاقم مشكلة اللاجئين والنازحين نتيجة النزاع في إثيوبيا، وامتداد تبعات تلك المشكلة عبر الحدود المباشرة وغير المباشرة لإثيوبيا. وعن موقف مصر فيما يتعلق بالملف النوي الايراني اتصالاً بأمن الخليج، أشار شلتوت إلى جود تنسيق كبير بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصـر فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني ويوجد إطار تنسيقي مؤسسي الان متميز وهي آلية تشاور دول مجلس التعاون مع مصر ولعلكم شاهدتم تصريحات الوزير سامح شكري في العاصمة الرياض وتأكيده على ان امن الخليج جزء لا يتجزأ من امن مصر، وهي الآلية التي تؤكد على تطابق الرؤى فيما يتعلق بالموقف من الملف النووي الإيراني، فلا تتورع مصر عن أي دعم أي جهود من شأنها طمأنة اشقائنا وحماية مقدراتهم. كما اننا نثمن في هذه المناسبة الدور الكويتي الدبلوماسي البارز في إطار رئاستها لجامعة الدول العربية وكذلك مؤتمر إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، حيث ينسق الوفدان المصري والكويتي بشكل دوري المواقف لنزع فتيل الازمة والتوصل لحل سلمي في إطار الشرعية الدولية وتحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واضاف: وهنا اود التأكيد على ان موقف مصر الثابت والمتكرر من ان امن دول مجلس التعاون جزء لا يتجزأ هو الموقف الثابت والتاريخي والمعلن في كل تصريحات الرئيس ذات الصلة فلا يمكن تصور استقرار في مصر من دون استقرار ورخاء في دول الخليج.

استثمروا في مصر فإنها واعدة

دعا السفير المستثمرين الكويتيين الى استغلال تلك الطفرة غير المسبوقة واستثمار المزيد في السوق المصري للاستفادة من فرصه الواعدة في القطاع الصناعي او الزراعي او التجاري وخاصة منطقة قناة السويس العالمية، وكذلك قطاعات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

تطوير العمل القنصلي في المستقبل

أعرب السفير شلتوت عن شكره و اشادته بجهود ابناء الجالية المصرية في بناء بلدهم الثاني للكويت في مختلف الميادين متعهداً بأن يعمل مع زميله وصديقه السفير هشام عسران رئيس البعثة القنصلية على تطوير العمل القنصلي خلال الفترة المقبلة بما يتناسب مع طلبات ورغبات أبناء الجالية.

وقال: هذا ما يتم بالتنسيق الكامل مع الجانب الكويتي الذي أتوجه إليه بالشكر الجزيل على دعمه ومساندته وتنسيقه معنا بما أسهم في حل الكثير من المشكلات وإزالة العراقيل لتخفيف وطأة الجائحة على الجالية المصرية. ولا يفوتني ايضاً في هذه المناسبة ان أتقدم بالشكر لزميلي وصديقي محمد صالح الذويخ سفير دولة الكويت الشقيقة في القاهرة بمناسبة انتهاء فترة عمله داعياً الله عز وجل ان يوفقه فيما هو قادم.

زر الذهاب إلى الأعلى