رثاء: شيخة الحميضي.. وداعاً نصيرة المرأة ذات البصمة البارزة
النشرة الدولية –
القبس –
فقدت الكويت، أحد الوجوه النسائية ذات البصمة البارزة، مسجلة خسارة لشخصية قل نظيرها.. هي الراحلة شيخة الحميضي، التي لم تكن اسماً عابراً، بل كانت وجهاً برز في فترة نشأة البلاد.. مختلفاً، متعلماً، ثائراً، وطنياً، من جيلٍ آمن بالعروبة والقومية.. وكانت لها مواقف راسخة، وبارزة، حاملة راية التحرر من قيود بالية، لتكون ضمن أوليات النساء الكويتيات اللواتي واصلن تعليمهن، بل سجلت حضوراً في أكثر المواقف قوة للمرأة الكويتية.. منها حادثة حرق البوشية كتعبير راقٍ على رفض قيود فرضت على المرأة.
ولدت الحميضي عام 1934 في حي القبلة في مدينة الكويت، وقد اكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس الكويت؛ لكنها لم تكمل دراستها الجامعية، حيث تزوجت من الراحل جاسم القطامي أحد أشد المناصرين للقومية العربية.
ام محمد، التي رحلت مخلفة خسارة كبيرة، كانت من الجيل الذي شهد الكثير من التغيرات في الكويت، وفي العالم العربي، فلم تكن مجرد مشاهدة، بل كان لها حضور وبصمة مستمرة.. فعلى سبيل المثال، أثناء العدوان الثلاثي على مصر، كانت الراحلة حاضرة في تسيير أول تظاهرة نسائية في الكويت.. منددة بالعدوان على مصر، مسجلة موقفاً عروبياً قل نظيره في ذاك الزمن.
كانت حاضرة دوماً في مناسبات سياسية، مؤمنة على الدوام بمبادئها، داعمة لقضايا الوطن وقضايا المرأة.. بينما على الجانب الآخر، كانت الزوجة والأم والصديقة والرفيقة، تؤدي أدوار المراة دون أن تخل بأي مسؤولية.. اليد ممدودة بالخير دائماً، والسيرة التي لا يمكن أن تذكر إلا بإشادة واحترام.. رحم الله الراحلة وألهم ذويها الصبر والسلوان.
والقبس التي آلمها المصاب تتقدم من أسرة الراحلة بأخلص التعازي، داعية الله أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيدة بواسع الرحمة والمغفرة.