التعطيل الحكومي اللبناني… حزب الله متضرر ولا يبالي!

النشرة الدولية –

لبنان 24 – ايناس كريمة –

يستمر “الثنائي الشيعي” في سياسة تعطيل الحكومة اللبنانية ومنعها من مباشرة خطّة الإنقاذ المطلوبة للتخفيف من حدّة التدهور الحاصل وذلك من خلال مقاطعة وزرائه لمجلس الوزراء الأمر الذي بات مُكلفاً جداً على الواقع اللبناني.

ترى مصادر سياسية مطّلعة أن “حزب الله” متضرّر سياسياً بشكل كبير جراء مقاطعته للحكومة، بغض النظر عن أحقية موقفه من المحقق العدلي طارق البيطار من عدمه، إذ إنّه يتعرّض لحملة ضغوطات كبيرة تصيبه بشكل مباشر أمام الرأي العام الذي يتّهمه بإفشال عملية الإنقاذ في لبنان وتعطيل مصالح اللبنانيين في ظلّ الانهيار الاقتصادي والمعيشي وحاجة المواطنين عموماً وبيئة الحزب على وجه الخصوص لحلول ملحّة للأزمة تعيد النبض للحياة من جديد.

لكن “الكركبة” التي أربك “حزب الله” نفسه بها لا تقتصر على النقمة الشعبية وحسب، بل إن علاقته برئيس الجمهورية ميشال عون تسير بخطوات مترنّحة منذ أسابيع فائتة، إذ إن عون يرى أن  هذه الحكومة هي حتماً حكومة الفرصة الأخيرة المتاحة لترميم صورة “العهد” التي هُشِّمت على مدار سنوات من قبل الرأي العام بفعل توالي الأزمات التي أسقطت البلاد في قعر “جهنم”، وهو بحاجة للتعاون مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بعد تفعيل عمل الحكومة مجتمعة، إذ لا يكفي العمل على القطعة في بعض الملفات لضبط الانهيار والعبور نحو برّ الأمان الاقتصادي والمعيشي قبل نهاية “العهد” المأزوم.

“العتب كبير”، تقول مصادر مقرّبة من “العهد”، حيث أن “حزب الله” لا يبدو اليوم مبالياً بالوضع المأسوي الذي وصل اليه لبنان ويركّز في حساباته الخاصة على حساب الانفراج الداخلي، وما تعطيله لانعقاد جلسات مجلس الوزراء سوى دليل دامغ على عدم اكتراثه بالنهاية السلبية التي سيختتم بها عون عهده.

ولعلّ هذه الأشهر المتبقية ستكون الأقسى على الاطلاق بالنظر الى الظروف المعيشية القاهرة التي تهدد أمن اللبنانيين وقد تؤدي الى خلق فوضى غير منضبطة في الشارع وتعرّض البلاد لما لا تُحمد عُقباه. كل ذلك من شأنه أن يؤثر على المستقبل السياسي ل”التيار الوطني الحر” لا سيما في الشارع المسيحي بشكل خاص واللبناني عموماً. لذلك يبدو أن الصراع مع الحليف المسيحي سيتضخّم ليشكّل احدى أكبر الخسائر للحزب!

من الواضح أن “حزب الله” المتمسّك بشروطه لإطلاق سراح عمل الحكومة قادر على تحمّل كل الخسائر في هذه المرحلة مهما بدت فادحة، والا لكان قد اتخذ قرارا بالتراجع عن موقفه بمقاطعة الحكومة وكسر الجمود السياسي الحاصل وسلك طريق العودة نحو مفاوضات مثمرة على المستوى المحلي. لكن الأهم هو كيف سيخوض الحزب الانتخابات النيابية المتوقع اجراؤها في موعدها المحدد وكيف سيبني تحالفاته؟ وهل سيتحمّل تبعات تعنّته في المرحلة المقبلة إذا ما أحسن خصومه استغلال موقفه والتصويب عليه بشكل جيد.

زر الذهاب إلى الأعلى