“بور بيروت” خزانة الاسرار
بقلم: فلك مصطفى الرافعي

النشرة الدولية –

الشراع

بقلم فلك مصطفى الرافعي وردّ من حسن صبرا

ويبقى بحر بيروت “الصامت الأكبر” على جريمة حصلت جهاراً نهاراً ومع سبق الإصرار.

بحر بيروت المكموم الفاه فمن يفكّ عقد لسانه ، ويحكي عالمكشوف بعد ان سرّب بعض المعلومات المرئية من إغتيال اسراب السنونو ونفوق ثماره التي كانت رزق صياد فقير احرقت الشمس جلد وجهه ،افصح البحر بصورة ملونة بالحزن اهراءآت قمحه الاسمر المسفوح لتغييب رغيف الفقراء .

مَنْ هدّد البحر بالجفاف إن نطق وفضح ، ولِمَ لا يحذو مسار كل البحار والمحيطات التي افشت اسرارها وأدلت بإفاداتها امام قضاتها وبدون   ” مذكرة بحث وتحرٍ وجلب ” …

..في زمن عتيق وشجاع حمل اليّم “الرضيع موسى / عليه السلام ” وكان الموج حارسا على أمنه الشخصي يتهادى كالمجاذيف العاجية لتصل الامانة المأمور بها  واوصلها سالمة الى عين الخطر والحظر ، الى طاغية كان يقتل كل مولود ذكر وفق تحذير من ضاربي الودع  في زمانه ،فكان اليمّ او احد جيرانه هو الذي أغرق عياناً من حضن قسراً كليم الله ،  وأنجى الحكيم الخبير بدن الفرعون ليكون عبرة بتوقيع صريح من البحر  وليس بالأحرف الاولى فقط مع إفادة إيمانية أنّ اللعنة على الظالمين .فلِمَ السكوت يابحر بيروت وكتم الاسرار؟  ألمْ يأتك ان التستر على الفاعل جريمة كبرى يعاقب عليها قانون الماء الذي جعل الله منه كلّ شيء حيّ؟  .والمحيط الاطلسي سجّل اعترافا بالخط العريض انه ابتلع اعظم وافخم باخرة سياحية وتجارية لارتطامها بجبل جليد حاول التواري عن الأنظار عقابا على قول صاحبها وبانيها أنه حتى الله لا يقدر على إغراقها ” والكفر على قائله ” فكانت رحلة “التيتانيك ” الاولى والأخيرة …فمتى تحزم امرك وتحضر يا بحر بيروت بكامل قيافتك اللازوردية للإدلاء بمعلوماتك الخطيرة “غير طرفة التلحيم ” ، بعد ان مرّ على القضاء نيّة القضاء عليه ،بين كفّ اليد وإطلاقها وبين من يقبعون وراء القضبان وبين من يسرحون ويرقبون بين برئ ومتهم ؟؟ والمحيط نفسه في حرب عالمية غابرة ادلى  بافادته بجراة نادرة أنّ الطائرات اليابانية اغارت على مرفأ ” بيرل هاربر” ودمرت معظم الاسطول الاميركي ،ولم يخَفْ الاطلسي من هدر دمه وسجنه ومنع الغيوم من التسابق في فضائه بين ممطرة وبين مقفرة .  مِمّ تخاف يابور بيروت ،  ياحاضن مدينة ام الشرائع الاولى؟  فأنت عابر للطوائف وعند شاطئك تُتلى آيات وأسفار ،ولاتوجد على بطاقة هويتك خانة الطائفة .

..اُكتب بملحك الأبيض على ساحلك الذهبي الخبر الأسود ودُلّ عليه تصريحاً  ، او اكتب على شراع زورق لم يغرق تلميحاً …

ألَم يأتِك خبر البحر الأحمر في “قناة السويس” الذي ما زالت امواجه تتغنى بانشودة البطل العربي السوري المسيحي “جول جمال” الذي فجّر نفسه وطائرته الحربية فوق بارجة حربية معادية دنست ماء الكنانة وابحرت سفاحاً في عذرية بحرنا الحرون الطاهر،  ولم يزل اسم الطيار البطل تميمة ودعاء من خطيب مسجد وواعظ كنيسة وهو اهزوجة الاطفال عن روايات الآباء والاجداد ؟

..يابحر بيروت أقلِع عن صمتك فقد صارت مدافن شهداء المرفأ تتلوى قهراً ووجعاً من ” تطييف المجزرة لقبر الحقيقة فوق الشواهد المنتظرة ، رغم ان الاقمار الاصطناعية التي تهزأ باجوائنا بكل وقاحة قد صوّرت الحادث بصُوَر جلّية ومنها من امتنع عن تزويدنا بها ،  ومنها من تجاوب وارسل مخزون اسرارها ولم نعلم بعد شيئا كالظل المختبئ بحقيبة الليل .

يا بحر بيروت ارتدي قميص الشهادة وربطة عنق من لؤلؤك وامتشق جرأة اترابك من البحار وصلِّ صلاة الموت فألف مقصلة قد تتلف انصالها على عتبات “باستيل المرفأ ” ايها الصامت الكبير ، حتى تعود رفوف السنونو الى عليائك ويعود القمح الى الفقير رغيفا ،حتى يرتاح من هم تحت ثراك

..كن الشاهد والشهيد ….

فلك مصطفى الرافعي

وردّ من حسن صبرا

 

يا لمفاجأة الميلاد

مجلة الشراع 25 كانون اول 2021

اذ تقول لي فلك كيف يكون العيد مجيداً

يا لملكة الكتابة وهي تملك الابحار بقارئها من محيط الى يم وتستحضر من تاريخنا عيد ميلاد مجيد آخر مع ابطاله ابطالنا

غير ان الملكة قادرة على اذابتنا برقتها قدرتها على اشغال العقل والفكر والبصر والبصيرة في شغف المتابعة التي تبعث في الانفاس حرارة وفي القلوب ضجيج الخفق حتى لنخشى ان نوقظ من حولنا من كثرة نبضاتها

اعترف لك يا فلك انك لا تقودين شراعاً ولا تيتانيك الناجية بل اسطول سفن محملة بالعطاء قادر على إشغال كل موانيء البسيطة بإنزال حمولة لا قدرة على تخيل محتوياتها فالكلمة منك بحر تعجز مليارات البشرية عن تحمل معانيها وانت فيك ومنك كل معنى يا سيدة البر والبحر والسماء تحيط كل الكون

تحياتي يا فلك

وشكراً لك اذ اتحت لي ان ارسم لوحة بكلماتي بدلاً من الدبش الذي ارميه على قرائي طوال الوقت.

زر الذهاب إلى الأعلى