حكومة تضمن عدم «عوار الراس»
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

بعد مخاض استمر قرابة 35 يوماً، ولدت الحكومة الـ39 في البلاد، والرابعة برئاسة سمو الشيخ صباح الخالد، بينما لم يأت التشكيل الوزاري على قدر طموح الشارع المتعطش للتنمية ولعبور الأزمة الاقتصادية.

فرغم تغير الأسماء والوجوه، ورغم دخول عناصر شابة، لكن بقي نهج المحاصصة مسيطراً على التشكيل الحكومي، فالأسماء وبكل وضوح، اختيرت لترضيات، ولتحييد كتل برلمانية بعينها، وللأسف وبكل مرارة نقولها، أغلب الأسماء لم تلبِّ طموحنا بتعيين الكفاءات.

ورغم الأصوات التي ستدعو الى ضرورة أن نعطي الوزراء الجدد فرصة، الا اننا اليوم نتحدث عن طريقة اختيار ونهج مشت عليه الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الماضية، وهي كيفية الخروج بتشكيلة تضمن أقل «عوار راس» نيابي، فهي حكومة – برأيي – لا تتسلح بكفاءتها، بقدر ما تتسلح بالترضية، وبالرضوخ لتعيين وزراء تضمن معهم ولاء نواب، أو ترضي فئات على حساب الانجاز!.

بالمقابل، ورغم كل ما لمسناه من الرغبة الجادة بمزيد من التمكين للمرأة، جاء التشكيل الحكومي مخيباً للآمال، فلم يضم سوى استمرار وزيرة واحدة، بينما لم نشهد للوزيرة انجازات ملحوظة، خلال مرتيّ توزيرها، سوى تطبيق سهل، الذي لم يجمّع الخدمات الحكومية الالكترونية بقدر ما شتتها، فمازلنا نحتاج هويتي، ومناعة، ومتى، وبالسلامة وشلونك وقائمة طويلة من التطبيقات والمنصات الحكومية.. فهل يعقل أن الحكومة لم تجد كفاءات نسائية لتختارها؟! رغم أن الكويت ممتلئة بهن!

وما ذهب ببقايا الأمل الذي كان لدينا أدراج الرياح، هو طريقة توزيع الحقائب الوزارية، وكأنها وزعت على غرار حظك يا نصيب، فالاشغال مع الشباب، والبلدية مع التكنولوجيا، والشؤون مع الاسكان، من دون أن تخبرنا الحكومة ما الرابط بين كل اثنين من هذه الوزارات لتسند لوزير واحد! أم أن الأمر يسير على البركة!

وبدا واضحاً أن الحكومة شكلت «بمن قبل ومن حضر» من دون أن يكون هناك رابط بين بعض الوزراء وتخصصاتهم، مع الوزارات المسندة اليهم، فعلى سبيل المثال ما علاقة خريج دكتوراه الحقوق بالاعلام والثقافة لتسند الحقيبة له! وما علاقة المحاماة بالشؤون والاسكان والتطوير العمراني!

وكان مخيباً للآمال كذلك خلو التشكيل من وزراء تكنوقراط، فلم نشهد مثالاً حياً لوزير تدرج في الوظيفة العامة بالوزارة نفسها التي تسلمها! فحتى الوكيل الوحيد الذي اختير وزيراً.. جاؤوا به من الجمارك الى العدل..!

ورغم كل خيبة الأمل التي أصابتنا، لاتزال لدينا بقايا من بقايا أمل.. ان نعطي الحكومة التاسعة والثلاثين، فرصة حتى تثبت انها على قدر طموح الشعب الكويتي.. فلعلها تترجم ما لمسناه دوماً من سمو الشيخ صباح الخالد من رغبة بالاصلاح والتطور ومكافحة الفساد.

زر الذهاب إلى الأعلى