الحكومة المستنسخة!
بقلم: أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
قدّمت الحكومة الأسبوع الماضي برنامج عملها إلى مجلس الأمة، ووصلنا في قروبات الواتس أب، وشكراً لذاكرة الهواتف الذكية التي تحفظ كل شيء، والتي كشفت لنا أن حكومتنا حكومة قص ولصق!
ففور أن وصلني برنامج عمل الحكومة، بملف بي دي إف على الواتس أب، قارنته ببرنامج العمل للحكومة السابقة، الذي بدوره أيضاً كان على ذاكرة الواتس أب، لأجد أن التطابق بلغ نسبة %99.99، فعملياً لم تغيّر الحكومة الجديدة شيئاً يذكر في برنامجها سوى العنوان، فبدل عنوان «استدامة الرخاء رغم التحديات»، أصبح العنوان الجديد «استدامة الأمان الاجتماعي رغم التحديات»، من دون حتى أن تكلف الحكومة نفسها عناء شرح المقصود من الأمان الاجتماعي لنا!
وهنا، أنا لا أقف موقف المنتقدة لبرنامج عمل الحكومة، بل على العكس تماماً، أجد أن الحكومة كان لها نوع من المصداقية، حيث لم يكن يعقل أن تغيّر برنامجها عن البرنامج القديم المقدم منذ أشهر، لكن لي حق كما للمواطنين جميعاً الحق في السؤال عن دور الوزير في إعداد خطط وبرامج وزارته، وآلية تنفيذها! فنحن في الكويت عشنا سنوات طويلة نغيّر حكوماتنا موسمياً! فشهدنا سنوات تشكلت بها حكومتان وثلاث حكومات، من كثرة التغيير، لكن على العكس تماماً، لم نشهد أي تغيير في النهج القديم الذي لم يكن يرضي طموحنا كمواطنين.. فكانت الوجوه تتغير بينما النهج ذاته وكأنه قص ولصق عن الحكومات السابقة.. ولنا هنا الحق أن نعترض ونطالب بأن تكون الحكومة الجديدة مختلفة، فنسبة التغيير في الوزراء التي بلغت %60 يجب أن تنعكس ليس على الأسماء فقط، بل على النهج الحكومي كاملاً، حتى نلحظ التغيير وحتى نخرج من دائرة القص واللصق اللذين جعلا الفشل في التنمية والتطوير وتراجع الصحة والتعليم والشوارع وغيرها مستمراً! فاليوم إن لم يكن النهج متغيراً بنسبة تفوق نسبة تغيير الوزراء فلن نستطيع التطوّر.
***
ساءتني كما ساءت كثير ممن ناقشتهم من الأصدقاء أحداث جلسة مجلس الأمة في 4 يناير، ورغم أن المشادات والمشاحنات سلوك تشهده برلمانات مختلفة، فإننا نشهد عراكاً في الكويت من دون إنجاز، بل إن هذا العراك ينتقل شيئاً فشيئاً إلى ساحات المجتمع، مخلفاً اصطفافاً وانشقاقاً بين المواطنين، واللوم ليس عليهم بقدر ما هو على ممثليهم من النواب، الذين جعلوا السلوك العدواني قاعدة للنقاش، حتى بين النواب المثقفين وأساتذة الجامعة الذين كنا نطمح أنهم النخبة المثقفة التي ستقوّم السلوك السيئ.. ولكن مشهد الحذاء خيّب ظنوننا!