المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط يحذر من الإنهيار الخطير الذاجم عن عدم معالجة معوقات السلام

دعا منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إلى إيجاد أفق لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، وتحقيق حل الدولتين.

وفي إحاطته المباشرة من مكتبه في مدينة القدس، أبلع وينسلاند إجتماع  مجلس الأمن الدولي الذي إنعقد على المستوى الوزاري برئاسة، برئاسة النرويج حول الوضع في الشرق الأوسط، ببعض حيثيات الأوضاع الراهنة في الأرضي الفلسطينية على مدار الأسابيع الماضية. ونوه إلى أنه ورغم إرجاء  إسرائيل لمناقشة مقررة حول الاعتراضات على مخططين لإقامة حوالي 3500 وحدة سكنية في منطقة E1 المثيرة للجدل في الضفة الغربية، إلا أنها واصلت سياساتها في نفس اليوم ونشرت عطاءات لمشاريع بناء نحو 300 وحدة سكنية استيطانية في حي “تلبيوت” الشرقي في القدس الشرقية المحتلة.

وذكر بأنه وفي تاريخ 10 يناير الجاري،طرحت لجنة التخطيط اللوائي في القدس خطة، لبناء حوالي 800 وحدة سكنية بدلا من 182 وحدة قائمة في مستوطنة “جيلو” في القدس الشرقية. كما وبتاريخ 17 يناير، طرحت لجنة التخطيط اللوائي في القدس خطة لبناء 1200 وحدة سكنية بالقرب من “كيبوتس رامات راحيل” في منطقة جنوبي القدس، بينما  عمدت السلطات الإسرائيلية اليوم على إجلاء أسرة فلسطينية وهدمت منزلها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، مما أدى إلى تشريد نحو 12 فلسطيني وإعتقال عدد من الفلسطينيين.

وعبر وينسلاندعن قلقه إزاء إحتمال إجلاء عدد من العائلات الفلسطينية من منازلها التي عاشت فيها منذ عقود في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس الشرقية، ولفت إلى المخاطر التي تشكلها هذه الممارسات الإسرائيلية التصعيدية، وشدد على أهمية تقيد السلطات الإسرائيلية بوضع حد لتشريد وإخلاء المزيد من الفلسطينيين، وفقا لإلتزاماتها بموجب القانون الدولي، وأيضا دعاها للمصادقة على خطط إضافية تمكن المجتمعات الفلسطينية من البناء بشكل قانوني وتلبية احتياجاتها التنموية.

وحسب تقارير الأمم المتحدة، عملت السلطات الإسرائيلية على هدم أو الإستيلاء على هدم 54 مبنى مملوكا لفلسطينيين في المنطقة (ج) و23 في القدس الشرقية المحتلة، خلال الأابيع الأربع الماضية، مما أدى إلى تشريد 102 من الفلسطينيين، بمن فيهم 26 سيدة و47 طفلا.

وجدد وينسلاند موقف الأمم المتحدة المعتبر جميع المستوطنات الإسرائيلية والهدم في الأراضي الفلسطينية غير شرعية بموجب القانون الدولي، وأكد على أن هذه المستوطنات لا تزال تشكل عقبة كبيرة أمام السلام. ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف المضي قدما بجميع الأنشطة الاستيطانية على الفور.”

كما عبر وينسلاند عن قلقه إزاء تواصل العنف اليومي في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة الغربية، لافتا إلى قيام عمليات القتل التي إرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق ستة فلسطينيين، مشيرا إلى الشخص الأخير توفى في ظروف غير معروفة في سياق المظاهرات والاشتباكات وعمليات الدهم والهجمات والتي تسببت بإصابة 249 فلسطينيا، بينهم أربع نساء و46 طفلا. وونوه إلى أن المستوطنون الإسرائيليون إقترفوا خلال هذه الفترة نحو 28 هجوما ضد الفلسطينيين مما تسبب في خسائر بالأرواح والممتلكات. في حين “نفذ فلسطينيون 89 اعتداء ضد مستوطنين إسرائيليين ومدنيين آخرين، مما تسبب بـ 15 إصابة وأضرار في الممتلكات” أيضا.

وشدد وينسلاند على أنه ومن دون تصورات عملية لإنهاء الاحتلال الإسلائيلي وتحقيق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات السابقة، وقال “إنها مسألة وقت قبل أن نواجه انهيارا خطيرا لا رجعة فيه وعدم استقرار واسع النطاق”، وشدد على الحاجة الملحة إلى إيجاد نهج منسق لمعالجة العقبات السياسية والاقتصادية والمؤسسية التي تعيق الطريق إلى عملية سلام هادفة. وأضاق “يجب معالجة التحديات قصيرة المدى والأزمات العاجلة. مع ذلك في الوقت نفسه، يجب أن نتأكد من أن الحلول الموضوعة تدفع بهدفنا النهائي قدما: إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات السابقة”.

ومن جانبه، تحدث وزير الخارجية والمغتربين في دولة فلسطين، رياض المالكي، منتقدا إستمرار الإنكار الإسرائيل لحقوق الفلسطينيين وتحديها للمجتمع الدولي منذ فترة طويلة، وتساءل عن اسباب وجوج انتقادات وإدانات للمارسات الإسرائيلية دون عواقب، وقال موجها حديثة لأعضاء مجلس الأمن “تريدون مساعدتنا على إنهاء هذا الصراع، ضعوا حدّا لإفلات إسرائيل من العقاب”. وتساءل على تحيز المجلس عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، وقال “إن هذا التحيز هو الذي يحميها من أي شكل من أشكال المساءلة.” وأكد على أن قرارات مجلس الأمن، بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2334، هي الخيار الوحيد وتوفر طريقا واضحا لسلام عادل، ودعا مجلس الأمن إلى متابعة تنفيذ قراراته ذات الصلة.

ودعا إلى عقد اللجنة الرباعية على المستوى الوزاري في أقرب وقت ممكن لحشد الجهود للخروج من المأزق الحالي. ودعا إلى إنقاذ حل الدولتين كمطلب ملّح، وقال “في ظل غياب هذا الشعور بالإلحاح، جهزوا أنفسكم لحضور جنازة هذا الحل مع كل ما يترتب على هذا الموت من عواقب على حياة ملايين الناس، الفلسطينيين وغيرهم.”

ومن جهته تحدث مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان، مشيرا على أنه خلال الشهر الأخير، نفذ الفلسطينيين أكثر من 200 هجوم إرهابي” ضد مدنيين إسرائيليين، بينها 143 هجمة، أستخدم بها الحجارة، والقنابل اليدوية وزجاجات المولوتوف.كما أشار إلى حالات الطعن والدهس وإطلاق النار وغيرها من الهجمات العنيفة التي تُعرض حياة الإسرائيليين للخطر وتودي بحياتهم

وجلب غلعاد إردان معه “صخرة” عرضها أمام مجلس الأمن، وقال: “هذه صخرة وليست حجرا صغيرا، هذه صخرة.. يتم إلقاء مثل هذه الصخرة باتجاه مركبات الإسرائيليين وعلى الحافلات.” وأضاف أنه في عام 2021 وحده، عانى الإسرائيليون من 1,775 من هجمات بالصخور. وقال: “لكنّ العالم لم يقل شيئا. أيها الأعضاء، إذا تم إلقاء صخرة كهذه على مركباتكم أثناء قيادتها مع أطفالكم، فهل تعتبرون ذلك هجوما إرهابيا؟”.

وأضاف، “مجلس الأمن هذا يواصل أيضا في فشله في إدانة الإرهاب الفلسطيني بصراحة. يتم إلقاء اللوم على إسرائيل وهي دولة فيها نظام قانوني قوي، ولا تقبل أبدا بالعنف والإرهاب، مهما كانت هوية مرتكبيه، فيما يتم تبييض ممارسات الفلسطينيين الإرهابية والتحريضية.” كما دافع غلعاد إردان عن إخلاء في السلطات الإسرائيلية لعائلة فلسطينية اليوم من الشيخ جراح، وزعم بأنها سرقت أرضا تقع في ملكية عامة، مشيرا  إلى أن هذه الأراضي مخصصة بالأصل لبناء مدرسة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى