تغير المناخ سيقلب حياتنا!
بقلم: حمزة عليان
النشرة الدولية –
عنوان المقال عبارة باتت حاضرة في قاموس حياتنا اليومية، فالتبدلات التي نعيشها ونسمع عنها تحولت إلى “كابوس” يلاحقنا، فما نقرأه عن الظواهر المصاحبة شيء مخيف يوقف حركة القلب والعقل معاً، لم تبق ظاهرة فيها شيء من الدهشة والغرابة إلا تم لصقها “بالمناخ”، فهذا “الغول القادم” الذي سيقلب حياتنا رأساً على عقب. وسأورد لكم بعضاً من خلاصات “الدراسات العلمية” وعليكم أن تتأملوها جيداً:
- تغير المناخ سيحول الأرض إلى صخرة قاحلة على غرار المريخ أو عطارد!
- تغير المناخ سيفتح أنهاراً في السماء وستهطل الأمطار بكثافة غير مسبوقة فوق شرق آسيا!
- تغير المناخ سيحرم ثلث الأراضي من المياه في العراق وسيؤدي إلى حدوث موجات نزوح وتهجير قسري مخيفة!
- تغير المناخ في الشرق الأوسط سيؤدي إلى ظواهر جوية حادة ومتكررة في الشرق الأوسط، قد تجعل العيش فيها صعباً، وتحدث فيضانات وسيولاً وموجات حر وبرد قوية جداً، وقد تتعرض بعض المدن لدرجات حرارة تصل إلى 60 درجة مئوية في المستقبل، وهو ما سيكون خطيراً بالنسبة إلى أولئك الذين ليس لديهم مكيفات الهواء!
- ارتفاع درجات الحرارة على الأرض الناجم عن التغير المناخي سيؤدي إلى ازدياد في عدد الأشخاص الذين يعانون من حصوات في الكلى، وهي حالة طبية مؤلمة.
- بسبب تغير المناخ يتوقع أن تكون الحرب العالمية المقبلة بين بني البشر والحيوانات (سكان الحياة البرية) وهذه النوعية من النزاعات ستساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وقد تم جمع نماذج متنوعة للصراعات القائمة حالياً، منها ما حدث عام 2016 حيث سجلت ارتفاعا كبيرا في عدد الحيتان في الساحل الغربي الأميركي ومنها زيادة الحيوانات آكلة اللحوم في بوتسوانا والتي تتغذى على الماشية، وأدت إلى تكاثر احتكاك الدببة السوداء بالإنسان والماشية.
- تغير المناخ سيحول لبنان وإيران إلى دول تدخل في دائرة العجز المائي المحقق، بسبب سوء إدارة الموارد المائية وسيؤدي إلى موجات من الجفاف والنزوح!
الأسئلة التي تطرح نفسها: هل علينا التكيف من الآن فصاعداً مع تلك الآثار الناتجة عن تغير المناخ؟ وهل مطلوب منا إعادة النظر بنمط معيشتنا والمسكن الذي نعيش فيه؟ وهل المسألة فعلياً تستوجب الدخول في مشاريع بنى تحتية مختلفة عما هو قائم؟
ما هو مخيف حقاً أن يكون البقاء على قيد الحياة بات صعباً، أو يتطلب توفير بيئات أخرى لم نعهدها أو نعرفها من قبل، ويبدو أن تغير المناخ وبما يعنيه من ارتفاع بدرجة حرارة الأرض بسبب “حرق الفحم والنفط والغاز”هو بداية القصة، ولأن الأرض عبارة عن نظام يتصل فيه كل شيء فإن التغيرات في منطقة واحدة قد تؤدي إلى تغييرات في جميع المناطق الأخرى، كما ورد في تقرير للأمم المتحدة.
نحن على موعد ليس ببعيد عنا، بل أصبحنا نعيش داخله ونشهد آثاره، مع موجات من الجفاف الشديد وندرة في المياه، وحرائق كبيرة، وارتفاع في مستويات سطح البحر، وفيضانات وذوبان الجليد القطبي، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي، ومن لم يصدّق هذا الكلام فعليه أن يرصد ما يجري في محيطه، وأقرب مثال على هذا الوضع المستجد تسجيل مدينة طريف شمال المملكة العربية السعودية 6 درجات تحت الصفر، وفي أدنى درجة حرارة تشهدها البلاد منذ 30 عاماً!