سيبك من” أصحاب ولا أعر” وخليك في ”عيون الوطن”
بقلم: عبير العربي

النشرة الدولية –

الميدان –

ضجة مجتمعية وحراك أخلاقي ينتفض ضد فيلم “أصحاب ولا أعز” وأبطاله وصناعه وفكرته التي تضمنت انهزام حقيقي للعلاقات الأسرية والإجتماعية وأن باطنها يحمل ما لا يحتمل المواجهة ،خاصة بعد الإطلاع على أسرار كل منهم عبر هواتفهم الخاصة والذي لم يعصم من الفضائح أحد منهم وكأن المجتمع أصبح يدار بالرذيلة والخيانات والخيبات وفقط.

فمنذ وقت ليس بقصير وهناك تصدير لفكرة حرية المثاليين تلك القوم الشاذين عن القيم والخلق والدين والفطرة والمناداة بتشريع وسن قوانين تحمى حقوقهم في الزواج والحب والأنس وخلافه، وبذلك رأى البعض أن طرح الفيلم للمثلية الجنسية ظهرت دون ضرورة وهو ما أعترض عليه أيضا بعض النقاد مؤكدين على أهمية عدم نقل النسخ الاجنبية وتقليدها بشكل أعمى لأنه أمر لا يصلح ولا يصح في مجتمعنا

فليكن لهم ما لهم، وليكن لنا ما لنا ،ولكن اعادة طرح تلك النسخة وراءها بالطبع مقصد سيىء ،توحي إلي إثارة الشكوك في العلاقات ،وإلا كان اقتصر الأمر عند حد تصوير وتدويل النسخة الإيطالي من فيلم “perfect stranger”، وطرحه داخل أركان مجتمعاتهم الغربية.

لكن بدأت تسريبات الفكرة تقترب أكثر من منطقتنا وتحديدا مصريتنا فصمم الفيلم في إطار البطلة المصرية منى زكي، التي وافقت على تقديم قصته في مشهد رفع ضغط قيم مجتمعها في رأسه وصار يصرخ برفضه التام لما فعلته ووافقت على أداءه في مشهد هو الأرخص قيما وخلقا وفنا.

حد الغرابة لم يقف فقط عند ذلك بل زاد الأمر بله عندما خرج بعض الإعلاميين التنوريين ،يرفضون حملة الرفض الشعبية تجاه الفيلم “الأعر” مؤكدين أن زكي ممثلة وهذه وظيفتها وعليها تجسيد أي دور ،وعلى الرافضين تفهم ذلك،طيب لو صدقنا المنطق ده وعملنا به،يبقى قيس بقا على كده أوضاع كتير ، فليسرق السارق بما إنه حرامي ،وليرتشي المرتشي ما دام فاسد، وليتطاول المتطاول ما دامت هناك حرية رأي.

وطبعا لم يقف الهجوم على منى زكي إلي هذا الحد فقد ربط الرافضين دورها أيضا في لعبة يوتن وجمعها بزوجين من باب معرفتش أعمل إيه ونسب الطفل لزوجها الثاني،والمسلسل الرمضاني نال من الهجوم ما نال، وقيل أيضا إنه تسريب لأفكار معايدة للشرع خاصة أن بطل الذمة الثانية كان مؤنس الشاب المتدين المسبح ذات اللحية.

المهم لابد وأن نؤكد أن وسط هذا الظلام واستحكام حلقاته تخرج الانتفاضة من بين مجتمع لا يزال رغم كل الشتات ودعوات التخريب والتبشير والحريات القاتلة قابضا على قيمه وثقافته وتراثه الخلقي،مازال ينتفض وبقوة دون مجاملة تجاه هذا الهراء الذي يعمل جاهدا من أجل ضرب البنية الأخلاقية لمجتمعنا ومحاولة خلخلته ونقله إلي منطقة الإيجار الجديد الذي ينادى بحرية الشواذ والتعري والتجلي وسط الرخص الأعمى الذي لا يبصر إلا تجاه تدمير الشعوب التى تناهض فكرته ومزاعمه.

 

“أصحاب ولا أعر” هو الفيلم الأسوء حاليا فكرا وهدفا وشكلا ومضمونا هو فعلا أعر المجتمعات التي ترحب بأفكاره وأعز للرافضين بفكرته .

وفي المقابل ومع تزامن ذكرى موقعة الشرطة البواسل من تاريخ الزمن25يناير 1952 وبعد فراق 70 عاما،تطل علينا وزارة الداخلية بفيلم وثائقي يحمل عنوان”عيون الوطن” ليعيدنا إلي منطقة الاتزان النفسي والوجداني والوطني،ويغسل عقولنا وقلوبنا من تلك النكبات السينمائية والأفكار الخبيثة،يرصد الفيلم الذي عرض في افتتاح احتفالية عيد الشرطة ، هذا الفيلم الذي لا يمكن تمريره مرور الكرام،الفيلم الذي يحكى كيف اجهضت الشرطة العظيمة مافيا المخدرات بداية من تتبعها خارج البلاد إلي دخول أطنان منها وتجولها داخل الصحراء والجبال الوعرة ،كيف صارت المافيا ببضاعتها البوار في نيل مصر ،وكيف أنقض رجالنا عليها وسط استعدادات مرعبة تملأنا فخر وعز ومجد ومسح عار فيلم الأعر وما روج له،والعظيم أن الشرطة أبرزت في فيلمها الجلل دور الضابطات المصريات في المشاركة الجادة للقبض على عناصر المافيا واسقاطهم والتحفظ على أطنان من الهيروين والحشيش بقيمة ايجمالية كسرت ال900 مليون جنيه.

هؤلاء هن العظيمات حقا عندما تجد صوت الضابطة ترتفع وتطمئن قاداتها أن الأمر كله تحت السيطرة والتتبع لحظة بلحظة، بعيون مفتوحة تحمل القوة وومضات لا توحي إلا بالانتصار بعيدا عن عيون متبجحة تطاول على القيم من باب إنه فن .

ويبقى الفرق كبير بين الذين رفضوا ترويج المخدرات واجتمعوا على محاصرتها بعيدا عن ترويج مخدرات أخرى تغيب العقل والقيم والوجدان.

إلى الرقابة المصرية ،إلي كل مهتم بشأن هذا الوطن واجهوا هذا الطوفان الأعمى حافظوا على البنية الأخلاقية لهذا المجتمع لا تتركوا أفراد الشعب يناضل بمفرده،انصروه على هذا العك القيمى والأخلاقي.

 

وإلي الداخلية البواسل كل لحظة وأنتم شرفاء،عظماء، حماة الوطن وقنديله ،عمموا فيلم عيون الوطن انشروه أكثر فهو ومضة وطنية لا يجب أن تنطفىء أبدا داخل هذا المجتمع الذي يحارب في ثقافته ووجدانه وخلقه وقيمه.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى